تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٣٠٧
ينجيك منها، لأنك كذبت به.
قال الشيخ الإمام الأجل أبو المظفر السمعاني: أخبرنا أبو علي الشافعي بمكة، قال: أخبرنا أبو الحسن بن [فراس] قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد المقرئ قال: حدثنا جدي محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان.
وروى قرة عن ابن مسعود أن الناس يردون النار، ويصدر المؤمنون عنها بأعمالهم، فأولهم كلمح البصر، ثم كالريح ثم كحضر الفرس، ثم كشد الرجل، ثم كالماشي.
وعن ابن ميسرة أنه كان يدخل داره فيبكي، فيقال له: ما يبكيك؟ فيقول: الله تعالى أنبأنا أنا نرد النار، ولم ينبئنا أنا صادرون عنها.
وعن الحسن البصري أنه قال: ' حق لابن آدم أن يبكي... وذكر نحوا من هذا '.
والقول الثاني: أن المراد من الآية هم الكفار. هذا قول عكرمة وسعيد بن جبير. وقرئ في الشاذ: ' وإن منهم إلا واردها '. وعلى هذا كثير من أهل العلم، واستدلوا بقوله تعالى: * (إن الذين سبقت لهم من الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها).
والقول الثالث: أن المراد من الورود هو الحضور والرؤية دون الدخول. وهذا قول الحسن وقتادة، وقد يذكر الورود بمعنى الحضور، قال الله تعالى: * (ولما ورد ماء مدين) أي: حضر. وقال زهير شعرا:
(ولما وردن الماء زرقا جمامه * تركن عصي الحاضر المتخيم)
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»