تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٧
(* (3) إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (4) قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن) * * وقوله: * (بما أوحينا إليك هذا القرآن) معناه: بوحينا إليك هذا القرآن. وقوله: * (وإن كنت من قبله لمن الغافلين) أي: لمن الساهين عن هذه القصة وغيرها.
قوله تعالى: * (إذ قال يوسف لأبيه) معناه: اذكر إذ قال يوسف لأبيه: * (يا أبت) قرىء بقراءتين: ' يا أبت ' و ' يا أبت ' بالكسر والفتح؛ أما بالكسر فالأصل: ' يا أبتي ' ثم حذف الياء واجتزىء بالكسرة. وأما بالفتح: فالأصل: ' يا أبتا ' ثم أسقط الألف واكتفى بالنصب. قال الأعشى:
(فيا أبتا لا تزل عندنا * فإنا نخاف بأن نخترم) وقوله: * (إني رأيت أحد عشر كوكبا) في القصة: أن يوسف كان له اثنتا عشرة سنة حين رأى هذه الرؤيا. وقد قيل غير ذلك، والله أعلم. وروى (أنه رأى هذه) الرؤيا ليلة الجمعة ليلة القدر. وقوله * (أحد عشر كوكبا) يعني: أحد عشر نجما من نجوم السماء، وكان المراد منها إخوته، وكانوا أحد عشر رجلا، يستضاء بهم كما يستضاء بالكواكب. وقوله * (والشمس والقمر) تأويل الشمس: أبوه، وتأويل القمر: أمه. هكذا قال قتادة وغيره. وقال بعضهم: كانت أمه في الموتى، وهذه خالته راحيل. وقال ابن جريج: القمر: أبوه، والشمس: أمه؛ لأن الشمس مؤنثة والقمر مذكر. وقوله: * (رأيتهم لي ساجدين) قال بعضهم: عندي ساجدين لله. والأصح: أنهم سجدوا له تحية وكرامة. فإن قال قائل: (قد قال): * (ساجدين) ولم يقل ' ساجدات ' وحق العربية في النجوم أن يقال: ' ساجدات '.
الجواب: أن الله تعالى لما أخبر عنهم بفعل من يعقل وهو السجود ألحقهم بمن يعقل في إعراب الكلام فقال: ساجدين، ولم يقل: ' ساجدات ' بهذا.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»