تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٦
* (الر تلك آيات الكتاب المبين (1) إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (2) نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) * * قوله تعالى: * (الر) معناه: أنا الله أرى؛ وقد بينا من قبل سوى هذا من المعنى في معنى [الحروف] المقطعة، فلا نعيد.
وقوله: * (تلك آيات الكتاب المبين) يعني: هذه الآيات التي أنزلتها عليك هي تلك الآيات التي وعدت إنزالها في التوراة والإنجيل. وقوله: * (المبين) معناه: البين حلاله وحرامه. وقيل: البين رشده وغيه.
قوله تعالى: * (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) أكثر المفسرين على أن المراد منه: إنا أنزلنا القرآن عربيا. وفي مسانيد ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي أنه قال: ' أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة بالعربية '. وقوله * (لعلكم تعقلون) أي: تفهمون.
قوله تعالى: * (نحن نقص عليك أحسن القصص) قال أهل التفسير: معناه: نحن نبين لك أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية أحسن البيان؛ والقاص: هو الذي يأتي بالخبر على وجهه. وقيل: إن المراد من الآية قصة يوسف خاصة؛ سماها أحسن القصص لزيادة التشريف. (وقيل): أعجب القصص. وقيل: أحكم القصص. والأول هو القول المشهور. وحكي عن ابن عطاء أنه قال: لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استروح إليها
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»