تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٥
* (صادقين (17) وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر) * * نستبق على أقدامنا. وقد ثبت أن النبي سابق عائشة رضي الله عنها مرتين، فسبقته عائشة في المرة الأولى، وسبقها النبي في المرة الثانية، فقال لها: ' هذه بتلك '.
وقوله: * (وتركنا يوسف عند متاعنا) يعني: عند ثيابنا وأقمشتنا * (فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا) يعني: بمصدق لنا * (ولو كنا صادقين) يعني: وإن كنا صادقين.
فإن قال قائل: كيف يجوز أن يقولوا لنبي الله: أنت لا تصدق الصادق؟!
الجواب معناه: أنا لو كنا صادقين عندك كنت تتهمنا في هذا الأمر بشدة حبك له وميلك إليه، فكيف وقد خفتنا في الابتداء واتهمتنا في حقه؟!
وفيه معنى آخر: وهو أن معنى قوله * (وما أنت بمؤمن لنا): أنك لا تصدقنا لأنه لا دليل لنا على صدقنا، وإن كنا صادقين عند الله.
قوله تعالى: * (وجاءوا على قميصه بدم كذب) هذا دليل على أنهم نزعوا قميصه عنه حين ألقوه في البئر، فروى أنه قال لهم: دعوا لي قميصي أتستر به، فقالوا له: ادع الشمس والقمر والكواكب تسترك - يعنون: ما رأى من الرؤيا.
وقوله: * (بدم كذب) وقيل: بدم يعني: بدم ذي كذب. وقيل: مكذوب فيه. وعن الحسن البصري أنه قرأ: ' بدم كدب ' بالدال غير المعجمة وهو الدم المتغير.
وفي القصة: أنهم لطخوا القميص بالدم ولم يشقوه، فقال يعقوب صلوات الله عليه: كيف أكله الذئب ولم يشق قميصه؟! ما عهدت الذئب حليما. حكى عن الحسن البصري.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»