(بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا (59) إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا (60) جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا (61)) * * الصالح في القوم. والخلف هو الذي يخلف غيره، وذكر الفراء والزجاج أنه يجوز أن يستعمل أحدهما مكان الآخر.
وقوله: * (أضاعوا الصلاة). فيه قولان: أحدهما: أخروها عن وقتها، والآخر: تركوها أصلا. وعن ابن شوذب: هو التأخير عن الوقت، ولو تركوها أصلا لكفروا.
وقال عمر بن عبد العزيز: هو شربهم الخمر، وتركهم الصلاة.
وقال مجاهد: هؤلاء قوم يظهرون في آخر الزمان ينزوا بعضهم على بعض في الأسواق والأزقة، وقيل: هم الزناة. ويقال: أضاعوا الصلاة باتباع الشهوات.
وقوله: * (فسوف يلقون غيا) قيل: الغي واد في جهنم، وقيل: غيا: هلاكا، وقيل: غيا: جزءا غيهم. شعر:
(ومن يلق خيرا يحمد الناس أمره * ومن يغو لا يعدم على الغي لائما) قوله تعالى: * (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا). أي: لا ينقصون شيئا.
قوله: * (جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب) معناه: جنات إقامة، يقال: عدن بالمكان إذا أقام.
وقوله: * (التي وعد الرحمن عباده بالغيب) أي: بالمغيب.
وقوله: * (إنه كان وعده مأتيا). مفعول في الإتيان، وكل ما أتيته فقد أتاك، والعرب لا تفرق بين أن يقول القائل: أتيت على خمسين سنة أو يقول: أتت على خمسون سنة، وكذلك لا تفرق بين أن يقول القائل: وصل الخير إلي، وبين أن يقول: