تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٥٤
* (والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (69) لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون (70) وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون (71) لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي) * * الكسائي، ونحاة الكوفة: تقديره: هم والصابئون. وقال سيبويه: في الآية تقديم وتأخير وتقديره: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون كذلك.
وقوله: * (من آمن بالله) يعني: الذين آمنوا باللسان، من آمن منهم بالقلب، وقيل: إن الذين آمنوا على حقيقة الإيمان.
وقوله: * (من آمن بالله) أي: من ثبت على الإيمان بالله، وأما في حق اليهود والنصارى والصابئين، فهو محمول على حقيقة الإيمان.
قوله - تعالى -: (لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل) قد ذكرنا الميثاق * (وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا) يعني: عيسى ومحمد * (وفريقا يقتلون) يعني: زكريا ويحيى، وقوله: * (وحسبوا ألا تكون فتنة) أي: عذاب * (فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم) يعني: عموا وصموا بعد موسى، ثم تاب الله عليهم؛ ببعث عيسى، * (ثم عموا وصموا كثيرا منهم) بالكفر بمحمد * (والله بصير بما يعملون).
قوله - تعالى -: * (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) قد ذكرنا معنى المسيح، قال النخعي: سمي مسيحا؛ لأنه كان يمسح الأرض، (وأما) الدجال: يسمى مسيحا، وقد ورد الخبر بكونه مسيحا مطلقا؛ فإنه - عليه الصلاة السلام - قال: ' [يقبل] المسيح من قبل المشرق وهمه المدينة '. وورد في الخبر: المسيح الدجال. وقال - عليه الصلاة والسلام -: ' لا يدخل رعب المسيح الدجال المدينة أبدا '.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»