تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٤٧
* (قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون (135) وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون (136) وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم) * * وقيل: على ما أنتم عليه، وهذا أمر تهديد، كقوله: * (اعملوا ما شئتم) فكذلك قوله (* (اعملوا على مكانتكم إني عامل) * فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار) أي: من يكون له الأمر في العاقبة * (إنه لا يفلح الظالمون).
قوله - تعالى -: * (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا) وكانوا يقسمون الحرث، فيجعلون لله نصيبا، وللأصنام نصيبا، ويقسمون الأنعام، فيجعلون لله نصيبا، وللأصنام نصيبا، ثم ما جعلوا لله، صرفوه للفقراء والمساكين، وما جعلوا للأصنام أنفقوه على الأصنام، وعلى خدم الأصنام؛ فهذا معنى قوله: * (فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا) فأما قوله: * (فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم) معنى هذا: أنهم كانوا إذا قسموا الحرث والأنعام كما وصفنا، فإذا سقط مما جعلوا لله من الحرث شيء فيما جعلوه للأصنام تركوه، وإذا سقط شيء من نصيب الأصنام، فيما جعلوه لله ردوه إلى نصيب الأصنام، وكان إذا هلك أو انتقص مما جعلوا لله من الأنعام شيء؛ لم يبالوا به، وكان إذا هلك أو انتقص من نصيب الأصنام، جبروه مما جعلوه لله، وقالوا: الله غني، والصنم محتاج، وكانوا إذا أجدبوا وقحطوا؛ أكلوا مما جعلوه لله، ولم يأكلوا من نصيب الأصنام.
وقوله: * (ساء ما يحكمون) أي: لم يأتهم فيه وحي، ولا يقتضيه عقل؛ فإن القياس يقتضي التسوية - على زعمهم - بين الشريكين، لا ما حكموا به. قوله - تعالى -: * (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) يعني: كما زين هذا لأولئك القوم، فقد زين لكثير من المشركين قتل أولادهم
(١٤٧)
مفاتيح البحث: القتل (3)، الأكل (1)، الهلاك (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»