* (فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم (128) وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون (129) يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم) * * الله) فإن قال قائل: أليس أن الكافرين خالدون في النار بأجمعهم، فما هذا الاستثناء؟
الجواب: قال الفراء: هو مثل قوله: * (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك) يعني: من الزيادة على مدة دوام السماوات والأرض؛ فهذا هو المراد بهذه الآية أيضا، وقيل: الاستثناء في العذاب يعني: خالدين في نوع من العذاب إلا ما شاء الله من سائر العذاب.
وقيل: هو استثناء مدة البعث والحساب، لا يعذبون في وقت البعث والحساب * (إن ربك حكيم عليم).
قوله - تعالى -: * (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا) يعني: يجعل بعضهم على إثر بعض في القيامة إلى النار. وقيل: هذا في الدنيا، ومعناه: نأخذ من الظالم بالظالم، وذلك بتسليط بعضهم على البعض * (بما كانوا [يكسبون]) أي: جزاء بما كانوا يعملون.
قوله - تعالى -: * (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم) فإن قال قائل: ومن الجن رسل، كما يكون من الإنس؟
الجواب: قال الضحاك: بلى من الثقلين رسل، كما نطق به الكتاب. وقال مجاهد: الرسل من الإنس، وأما الجن فمنهم النذر، كما قال الله - تعالى -: * (ولوا إلى قومهم منذرين) فعلى هذا للآية معنيان: أحدهما أن قوله: * (رسل منكم) ينصرف إلى أحد الصنفين، وهو الإنس، ومثله قوله - تعالى -: * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) والمراد: أحد البحرين، المالح دون العذب.