تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ١٤٢
* (فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون (123) وإذ جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون (124) فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره) * * (ليمكروا فيها) وكان من مكر أهل مكة أنهم جعلوا على كل طريق من طرق مكة أربعة نفر؛ حتى يقولوا لكل من يقدم: [إياك] وهذا الرجل فإنه كاهن ساحر كذاب * (وما يمكرون إلا بأنفسهم) أي: وباله يرجع إليهم * (وما يشعرون).
قوله تعالى: * (وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله) أي: لا نؤمن حتى يوحى إلينا كما يوحى إليه، وينزل علينا جبريل كما ينزل عليه، حتى روى أن الوليد بن المغيرة قال: إن كان الله يريد أن يبعث نبيا فأنا أولى بالنبوة؛ لأني أكثر مالا، وأقدم سنا، وكذا كان يقول أكابرهم ورؤساؤهم؛ فنزلت الآية.
قوله - تعالى -: * (الله أعلم حيث يجعل رسالته) يعني: الله أعلم من أهل النبوة، وأن محمدا أهل الرسالة، ولستم بأهل الرسالة.
* (سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله) فيه معنيان:
أحدهما: قال الفراء: معناه: صغار من عند الله، و ' من ' محذوف.
قال البصريون: ' من ' لا تحذف ومعناه: صغار ثابت دائم عند الله * (وعذاب شديد بما كانوا يمكرون).
قوله - تعالى -: * (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام).
أي: يفتح قلبه حتى يدخل الإسلام * (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا).
ويقرأ: حرجا - بفتح الراء - يعني: ذا حرج، وأما بالكسر فللمبالغة في الضيق، وعن عمر أنه قال: سألت أعرابيا: ما الحرجة عندكم؟ فقال: شجرة ملتفة لا تصل إليها راعية ولا سائمة، فعلى هذا معنى الآية.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»