* (وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا (75) الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا (76) ألم تر) * * من هذا الرجل؛ منذ دخل ديارنا، قد غلت أسعارنا، ونقصت ثمارنا؛ وذلك بلية للمسلمين، وهذا نحو ما قالوا لصالح عليه السلام * (اطيرنا بك وبمن معك) وفي قصة موسى: * (يطيروا بموسى ومن معه) وفي سورة ' يس ': * (إنا تطيرنا بكم).
* (قل كل من عند الله) أي: الخصب، والجدب، والنصر، والهزيمة، كل من عند الله، * (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) أي: ما لهم لا يعلمون حديثا. والحديث: القرآن هاهنا، أي: لا يعلمون معاني القرآن.
قوله - تعالى -: * (ما أصابك من حسنة فمن الله) يعني: ما أصابك من خصب، فمن فضل الله، * (وما أصابك من سيئة) أي: من جدب * (فمن نفسك) أي: بذنبك.
والخطاب وإن كان مع الرسول، فالمراد به: الأمة؛ وذلك معنى قوله - تعالى -: * (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) قيل معناه: وما أصابك من حسنة أيها الإنسان فمن الله، وما أصابك من سيئة، فمن نفسك؛ فيكون الخطاب مع كل أحد من الناس، وقيل: معناه * (ما أصابك من حسنة) أي: من النصر، والظفر فمن فضل الله * (وما أصابك من سيئة) أي: من هزيمة، وقتل يوم أحد * (فمن نفسك) أي: بذنب نفسك من مخالفة النبي كما سبق.
فإن قيل: كيف وجه الجمع بين الآيتين، فإنه قد قال - في الآية الأولى -: * (قل كل من عند الله) قيل: معنى الآية الأولى: أن الخصب والجدب والنصر والهزيمة