* (ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا (66) وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما (67) ولهديناهم صراطا مستقيما (68) ومن يطع الله) * * كان النبي ساهل في حق الزبير في ابتداء الأمر، فلما أغضبه الأنصاري استوعب جميع حقه، وكلا الحكمين كان حقا، وفي الخبر: قال الزبير: ' احسب أن قوله: * (فلا وربك لا يؤمنون) نزل في هذا.
وروى أن اليهود لما بلغهم ذلك، قالوا: انظروا إلى أصحاب محمد كيف يخالفونه، وإن موسى عتب علينا، فأمرنا بقتل أنفسنا، فقتلنا أنفسنا حتى بلغ القتلى سبعين ألفا.
قوله - تعالى -: * (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم) معناه: لو كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم، أو اخرجوا من دياركم، بدل ما أمرناهم به من طاعة الرسول، والانقياد لحكمه * (ما فعلوه إلا قليل منهم) قال ثابت بن قيس بن شماس: لو أمرني رسول الله بقتل نفسي لقتلت، وفي الخبر: أن ابن مسعود وعمار بن ياسر، وثابت بن قيس بن شماس، من ذلك القليل، وروى أن النبي أشار إلى عبد الله بن رواحه، فقال له: ' أنت من ذلك القليل '.
ويقرأ ' إلا قليلا منهم ' فمن قرأ بالرفع؛ فلأنه معطوف على قوله: * (ما فعلوه) وذلك في محل الرفع، وتقديره: ما فعلوه إلا نفر قليل منهم فعلوه. ومن قرأ بالنصب، فعلى الاستثناء.
* (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به) يعنى: من طاعة الرسول، والرضا لحكمه (لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) أي: تصديقا (وإذ لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما) هو الجنة * (ولهديناهم صراطا مستقيما) قيل: هو القرآن، وقيل: الإسلام.