تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٦٥
* (خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس) * * وأما قوله: * (ونحن نسبح بحمدك) ليس على سبيل التفاخر بل معناه: أنه إذا أفسدوا وسفكوا الدماء فنحن نبقى على هيئة التسبيح والتقديس أم لا؟ قال: * (إني أعلم مالا تعلمون) له معنيان:
أحدهما: إني أعلم فيهم من يعبدني ويطيعني من الأنبياء والأولياء والصلحاء.
والثاني معناه: إني أعلم فيكم أيها الملائكة من يعصيني يعني إبليس.
قوله تعالى: * (وعلم آدم الأسماء كلها) أما آدم إنما سمى آدم؛ لأنه خلق من أديم الأرض، ولما خلقه الله تعالى علمه أسماء الأشياء بأجمعها.
قال ابن عباس: علمه أسماء الأشياء حتى القصعة والقصيعة، والفسوة والفسية.
وإنما علمه ذلك تكريما وتشريفا له. وذلك دليل على أن الأنبياء أفضل من الملائكة وإن كانوا رسلا كما ذهب إليه أهل السنة.
* (ثم عرضهم) قرأ أبي بن كعب: ' ثم عرضها ' [وهي] في الشواذ. ورجع [الكناية] إلى المسميات التي لا تعقل. والقراءة المعروفة: ' ثم عرضهم ' فإن المسميات لما جمعت من يعقل ومن لا يعقل؛ كنى بلفظ من يعقل تغليبا له.
وإنما عرضهم على الملائكة لإظهار فضيلته عليهم، فإنهم كانوا قد قالوا: لن يخلق الله خلقا أكرم عليه منا، فقال: * (أنبئوني) أخبروني * (بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين) فيما زعمتم.
قوله تعالى: * (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا) قد ذكرنا معنى التسبيح. ومعنى الآية: أنك أجل من أن نحيط بشيء من علمك؛ إلا الذي علمتنا منه.
* (إنك أنت العليم) أي: العالم * (الحكيم) له معنيان أحدها: الحاكم، وهو
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»