تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٦٤
* (لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم (29) وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض) * * آدم أزعج الجن إلى أطراف الأرض؛ فهو الخليفة الجن في الأرض.
وقيل: إنما سماه خليفة؛ لأنه يخلفه غيره. فيكون الخليفة بمعنى أنه يخلف غيره. ويكون الخليفة أنه يخلفه غيره.
وقيل: إنما سمى خليفة لأنه خليفة الله في الأرض؛ لإقامة أحكامه، وتنفيذ قضاياه، وهذا هو الأصح.
قوله تعالى: (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها...) الآية قالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟! فإن قيل: من أين عملوا ذلك؟ قيل: إن الله تعالى أعلمهم بذلك. وقيل: اطلعوا عليه في اللوح المحفوظ.
* (ونحن نسبح بحمدك) هو التنزيه عن السوء. ومعناه: ونحن ننزهك عن الأنداد والشركاء.
وقال الحسن: معنى قوله: * (ونحن نسبح بحمدك) هو قولهم: سبحان الله وبحمده. * (ونقدس لك) يعني: نثنى عليك بالقدس والطهارة.
وقيل: معناه نطهر أنفسنا بطاعتك والثناء عليك.
فإن قيل: قولهم * (أتجعل فيها). يشبه الاعتراض عليه. وقولهم نحن * (نسبح بحمدك) يشبه التفاخر بالعمل؛ وكلاهما لا يجوز على الملائكة. فما معنى هذا الكلام؟
قلنا: أما قولهم: * (أتجعل فيها) معناه: أنت جاعل فيها على سبيل التقدير، ومثله قول الشاعر:
(ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح) يعني أنهم بهذه الصفة.
وقالوا: إنما قالوه على سبيل التعجب طلبا لوجه الحكمة فيه.
(٦٤)
مفاتيح البحث: الثناء (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»