* (متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون (25) إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه) * * لا نعبد إلها يذكر الذباب والعنكبوت، فنزل قوله تعالى: * (إن الله لا يستحيي) أي: لا يمتنع ولا يترك * (أن يضرب مثلا) أي: يذكر مثلا * (ما بعوضة) (ما) للصلة هاهنا، أي: مثلا بالبعوضة. قال الشاعر:
(قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا * إلى حمامتنا أو نصفه فقد) معناه أي: ليت هذا الحمام لنا. والبعوض: صغار البق، سميت بعوضة لأنها بعض البق. * (فما فوقها) معناه: فما دونها؛ كما يقال: فلان جاهل، فيقال: وفوق ذلك. يعني: أجهل من ذلك، فكذلك قوله تعالى: * (فما فوقها) يعني: في الصغر، وأصغر من ذلك، وقيل: فما فوقها على الحقيقة؛ لأنه ضرب المثل بالذباب، والعنكبوت. قال الربيع بن أنس: مثل البعوضة مثل صاحب الدنيا؛ لأن دأب البعوضة أنها إذا شبعت هلكت، وإذا جاعت عاشت؛ كذلك صاحب الدنيا إذا استكثر من الدنيا هلك، وإذا استقل منها فاز ونجا. وقيل: إن حكم الله تعالى في صغار خلقه أكثر من حكمه في كبار خلقه. قوله تعالى: * (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) يعني: أنه الصدق من ربهم.
* (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا) أي شيء أراد الله بهذا المثل؟ يقول الله تعالى: * (يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا) أي: أراد هذا، والإضلال: هو الصرف عن الحق إلى الباطل. وقيل: الإضلال هو الإهلاك؛ يقال: ضل اللبن في الماء أي: هلك.
* (ويهدي به كثيرا) أي: ويرشد به كثيرا. * (وما يضل به إلا الفاسقين) يعني: الكافرين. والفسق: هو الخروج عن طاعة الرب؛ يقال: فسقت (الرطبة) إذا خرجت