* (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21)) * * الله لذهب بما استفادوا من العز والأمان الذي لهم بمنزله السمع والبصر.
والثاني معناه: ولو شاء الله لذهب بأسماعهم وأبصارهم الظاهرة؛ كما ذهب بأسماعهم وأبصارهم الباطنة. * (إن الله على كل شيء قدير) يعني: قادر.
قوله تعالى: * (يا أيها الناس اعبدوا ربكم...) الآية، قال ابن عباس: كل ما ورد في القرآن من قوله * (يا أيها الناس) فإنما نزل بمكة، وكل ما ورد من قوله: * (يا أيها الذين آمنوا) فإنما نزل بالمدينة.
وقوله: * (يا أيها الناس) يعنى: يا هؤلاء الناس. وهذا وإن عمت صيغته ولكن دخله الخصوص؛ فإنه لا يتناول الصغار والمجانين. * (اعبدوا) أي: وحدوا.
قال ابن عباس: كل ما ورد في القرآن من العبادة فهو بمعنى التوحيد، وكل ما ورد في القرآن من التسبيح والسبحة فهو بمعنى الصلاة.
وقوله: * (اعبدوا ربكم الذي خلقكم) أي: وحدوا الله الذي خلقكم. وإنما خاطبهم به؛ لأن الكفار مقرون أن الله خالقهم، والخلق: هو اختراع الشيء على غير مثال سبق. * (والذين من قبلكم) أي: وخلق الذين من قبلكم. فإن قيل: أي فائدة في قوله: * (والذين من قبلكم) فإن من عرف أن الله خالقه فقد عرف أنه خالق غيره من قبله؟ قيل: فائدته المبالغة في البيان، أو يقال: فائدته المبالغة في الدعوة، يعنى: إذا كان الله خالقكم وخالق من قبلكم فلا تعبدوا إلا إياه. وفيه إشارة لأنه خلق الأولين وأماتهم وابتلاهم في الدنيا والآخرة؛ فأشار بهذا إلى أنى أفعل بكم ما فعلت بهم.
* (لعلكم تتقون) قيل معناه: لكي تتقوا، قاله أبو عبيدة، وقيل معناه: كونوا