البيان في عد آي القرآن - أبو عمرو الداني - الصفحة ١٠٩
باب ذكر البيان عن معرفة رؤوس آي السور وشرح علل الهادين فيما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه من ذلك حدثنا أبو الفتح شيخنا قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أحمد بن عثمان قال أنا الفضل بن شاذان قال أنا أحمد بن يزيد قال أنا هارون عن ابن أبي حماد عن حمزة قال قلت للأعمش ما لكم لم تعدوا (* (ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) *) قال إنها في قراءتنا خيفا قال الحافظ هذا الخبر أصل في معرفة رؤوس آي السور وفي تمييز فواصلها وذلك أن قوله ((خيفا)) لما لم يكن متشاكلا لما قبله وما بعده من رؤوس الآي في وقوع حرف المد الزائد قبل الحرف المتحرك الذي هو آخر الكلمة التي هي الفاصلة ولا مشبها لذلك ولا مساويا له في الزنة والبنية لم يكن رأس آية في سورة رؤوس آيها مبنية على ما ذكرنا كما لا يكون مثله رأس قافية في قصيدة مردفة مبنية على ياء وواو قبل حرف الروي الذي هو آخر حرف من البيت لأن رؤوس الآي والفواصل مشبهات لرؤوس القوافي من حيث اجتمعن في الانقطاع والانفصال واشتركن في لحاق التغيير بالزيادة والنقصان وعلى نحو ما قلنا يجري سائر ما يرد من مثل تلك الكلمة في جميع سور القرآن في أنه غير معدود ولا رأس آية لمخالفته ما تقدمه أو أتى بعده من طريق التشاكل والتساوي وجهة الزنة والبنية وكون الكلام جملة مستقلة وكلاما تاما منفصلا ولأجل ذلك انعقد إجماع العادين على ترك عد قوله في النساء (* (ولا الملائكة المقربون) *) وقوله في سبحان (* (إلا أن كذب بها الأولون) *) وقوله في مريم (* (لتبشر به المتقين) *) وقوله في طه (* (لعلهم يتقون) *) وقوله (* (وعنت الوجوه للحي) *
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»