البيان في عد آي القرآن - أبو عمرو الداني - الصفحة ١٢٦
وصارت آية بهمزة بعدها مدة وقال الكسائي آيية على وزن فاعلة بكسر العين مثل آمنة فلما اجتمع المثلان وجب الإدغام فحذفت الياء الأولى فصارت آية بياء واحدة كالأول وقال سيبويه والأخفش والفراء أصلها أية بياء مشددة قبلها همزة على وزن فعلة بإسكان العين مثل أنه فأبدلت الياء الأولى الساكنة ألفا كراهة للتشديد فصارت آية وأما الفاصلة فهي الكلام التام المنفصل مما بعده والكلام التام قد يكون رأس آية وكذلك الفواصل يكن رؤوس آي وغيرها فكل رأس آية فاصلة وليس كل فاصلة رأس آية فالفاصلة تعم النوعين وتجمع الضربين وأما الكلمة فهي كما قلناه قبل الصورة القائمة بجميع ما يختلط بها من الشبهات وأطول الكلم في كتاب الله عز وجل ما بلغ عشرة أحرف نحو قوله (* (ليستخلفنهم) * وأنلزمكموها) و (* (اقترفتموها) *) وشبهه فأما قوله تعالى (* (فأسقيناكموه) *) فهو عشرة أحرف في الرسم وأحد عشر حرفا في اللفظ ولا نظير له وأقصر الكلم ما كان على حرفين نحو ما ولا ولك وله وما أشبه ذلك وقد تكون الكلمة وحدها آية تامة نحو قوله تعالى (* (والفجر) *) و (* (والضحى) *) و (* (والعصر) *) وكذلك (* (ألم) *) و (* (المص) *) و (* (طه) *) و (* (يس) *) و (* (حم) *) في قول الكوفيين وذلك في فواتح السور فأما في حشوهن فلا أعلم كلمة هي وحدها آية في ذلك إلا قوله تعالى في الرحمن (* (مدهامتان) *) لا غير وقد أتت كلمتان متصلتان وهما آيتان وذلك في قوله تعالى (* (حم عسق) *) على قول الكوفيين لا غير وقد تكون الكلمة في غير هذا الآية الكاملة والكلام القائم بنفسه وإن كان
(١٢٦)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»