البيان في عد آي القرآن - أبو عمرو الداني - الصفحة ١٢٥
أنشدونا للنابغة (ألم تر أن الله أعطاك سورة * ترى كل ملك دونها يتذبذب) أي منزلة شرف ارتفعت إليها عن منازل الملوك وقيل سميت بذلك لشرفها وارتفاعها كما يقال لما ارتفع من الأرض سور وقيل سميت بذلك لأنها قطعة من القرآن على حدة من قول العرب للبقية سؤر وجاءني سائر الناس أي بقاياهم أيضا فعلى هذا يكون الأصل سؤرة بالهمز ثم خففت فأبدلت واوا لانضمام ما قبلها وقيل سميت بذلك لتمامها وكمالها من قول العرب للناقة التامة سورة وأما الآية فهي العلامة أي أنها علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها وانفصالها وتقول العرب بيني وبينك فلان آية أي علامة ومن ذلك قوله تعالى (* (إن آية ملكه) *) أي علامته وأنشدونا للنابغة (توهمت آيات لها فعرفتها * لستة أعوام وذا العام سابع) أي علامات وقيل سميت آية لأنها جماعة من القرآن وطائفة منه كما يقال خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم وقيل سميت آية لأنها عجب لعجز البشر عن التكلم بمثلها وقد اختلف النحويوين في أصلها فقال الخليل أصلها أيية على وزن فعلة بفتح الفاء والعين مثل أمنة فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها انقلبت ألفا
(١٢٥)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»