تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ٣١٥
وأخبرنا محمد بن القاسم قال: حدثنا محمد بن زيد المعدل قال: حدثنا أبو يحيى البزاز قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا محمد بن عمران بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثني أبي عن مخالد عن الحجاج بن عبد الله عن أبي الجليل عن زر عن أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة " * (يا أيها الكافرون) *) فكأنما قرأ ربع القرآن، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك ويعافى من الفزع الأكبر).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مروا صبيانكم فليقرؤها عند المنام فلا يعرض لهم شيء).
وقال ابن عباس: ليس في القرآن سورة أشد لغيظ إبليس من هذه السورة لأنها توحيد وبراءة من الشرك.
بسم الله الرحمن الرحيم (* (قل ياأيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون مآ أعبد * ولا أنآ عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون مآ أعبد * لكم دينكم ولى دين) *) 2 " * (قل يا أيها الكافرون) *) إلى آخر السورة نزلت في رهط من قريش منهم الحرث بن قيس السهمي والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن المطلب بن أسد وأمية بن خلف قالوا: يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك ونشركك في أمرنا كله تعبد آلهتنا سنة ونعبد ألهك سنة فأن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وأن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه، فقال: (معاذ الله أن أشرك به غيره).
فقالوا: فأستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد الهك فقال: حتى أنظر ما يأتي من عند ربي فانزل الله سبحانه: " * (قل يا أيها الكافرون) *) إلى آخر السورة فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقام على رؤوسهم ثم قرأها عليهم حتى فرغ من السورة، فيئسوا عنه عند ذلك وآذوه وآذوا أصحابه.
وأما وجه تكرار الكلام فأن معنى الآية " * (لا أعبد ما تعبدون) *) في الحال " * (ولا أنتم عابدون ما أعبد) *) في الحال " * (ولا أنا عابد ما عبدتم) *) في الأستقبال " * (ولا أنتم عابدون ما أعبد) *) في الأستقبال وهذا خطاب لمن سبق في علم الله سبحانه أنهم لا يؤمنون، وقال أكثر أهل المعاني: نزل القرآن بلسان العرب وعلى مجاري خطابهم ومن مذاهبهم التكرار إرادة التوكيد والإفهام
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»