تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٥٥
اليمنى، مقاتل: ساق العرش، علي ابن أبي طلحة وعطاء عن ابن عباس: هو الجنة، عطية عنه: أعمالهم في كتاب الله في السماء، الضحاك: سدرة المنتهى، وقال أهل المعاني: علو بعد علو وشرف بعد شرف، ولذلك جمعت بالياء والنون لجمع الرجال إذا لم يكن له نبأ من واحد ولا ثانية، قال الفراء: هو اسم موضوع على صفة الجمع لا واحد له من لفظه كقولك عشرين وثلاثين، وقال يونس النحوي: واحدها علي وعليه.
وأخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا بن حمدان قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق الملحمي قال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عصام ابن يهدله عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو في قوله سبحانه: " * (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين) *) قال: إن أهل عليين لينظرون إلى أهل الجنة من كذا فإذا أشرف رجل أشرقت الجنة وقالوا: قد طلع علينا رجل من أهل عليين.
" * (وما أدرياك ما عليون كتاب مرقوم) *) رقم له بخير وفي الآية تقديم وتأخير، مجازها: إن كتاب الأبرار مرقوم في عليين وهي محل الملائكة، ومثله إن كتاب الفجار كتاب مرقوم وهي سجين، وهي محل إبليس وجنوده.
" * (يشهده المقربون) *) الملائكة " * (إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون) *) أي ما أعطاهم الله تعالى من الكرامة والنعمة، الأرائك: كل ما يتكيء عليه، وقيل: السرير في الحجلة، وقال مقاتل: ينظرون إلى (أعدائهم) كيف يعذبون، وقال ابن عطاء: على أرائك المعرفة ينظرون إلى المعروف وعلى أرائك القربة ينظرون إلى الرؤوف.
" * (تعرف في وجوههم نضرة النعيم) *) أي عصارته وبريقه ونوره يقال أنضر النبات إذا أزهر ونور، وقراءة العامة " * (تعرف) *) بفتح التاء وكسر الراء " * (نضرة) *) نصب، وقرأ أبو جعفر ويعقوب بضم التاء وفتح الراء على غير تسمية الفاعل.
" * (يسقون من رحيق) *) خمر صافية طيبة وقيل: هي الخمر العتيقة، مقاتل: الخمر البيضاء. قال حسان:
يسقون من ورد البريص عليهم بردا يصفق بالرحيق السلسل وقال آخر:
أم لا سبيل إلى الشباب وذكره أشهى إلي من الرحيق السلسل
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»