تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٥٩
فملاقيه) *) * * (إذا السماء انشقت) *)، وقيل: جوابه " * (وأذنت) *)، وحينئذ يكون الواو زائدة.
ومعنى قوله " * (كادح إلى ربك كدحا) *) أي عامل واصل به إلى ربك عملا فملاقيه ومجازى به خيرا كان أو شرا، وقال القتيبي ناصب في معيشتك إلى لقاء ربك، والكدح: السعي والجهد في الأمر حتى يكدح ذلك فيه، أي يؤثر ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (من سأل وله ما يغنيه جاءت مسلته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو كدوحا في وجه) أي أثر الخدش، قال ابن مقبل:
وما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح وأخبرني الحسين قال: حدثنا موسى قال: حدثنا ابن علوية قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا إسحاق بن بشر عن سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (النادم ينتظر الرحمة والمعجب ينتظر المقت وكل عامل سيقدم على ما سلف).
" * (فأما من أوتي كتابه) *) ديوان أعماله " * (بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا) *). أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا ابن مندة قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثني سعيد بن سليمان قال: حدثنا مبارك بن فضالة عن أيوب عن أبي مليكة عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من يحاسب يعذب) قالوا: يا رسول الله أليس قد قال الله سبحانه: " * (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا) *) قال: (ذاكم العرض ولكن من نوقش الحساب عذب).
" * (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره) *) فتغل يده اليمنى إلى عنقه وتجعل يده الشمال وراء ظهره فيؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره، وقال مجاهد: يخلع يده وراء ظهره.
" * (فسوف يدعوا ثبورا) *) ينادى بالويل والهلاك " * (ويصلى سعيرا) *) قرأ أبو جعفر وأيوب وكوفي غير الكسائي بفتح الياء والتخفيف واختاره أبو عبيد لقوله سبحانه: " * (إلا من هو صال الجحيم) *)، وقوله " * (يصلى النار الكبرى) *) وقرأ الباقون بضم الياء وتشديد اللام، واختاره أبو حاتم لقوله سبحانه " * (ثم الجحيم صلوه) *) * (وتصلية جحيم) * * (إنه كان في أهله مسرورا) *))
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»