تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢٦٣
" * (ويحلفون على الكذب وهم يعلمون) *).
قال السدي ومقاتل: خاصة في عبد الله بن نبتل المنافق، كان يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجره إذ قال: (يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعيني شيطان) فدخل عبد الله بن نبتل وكان أزرق، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (على ما تشتمني أنت وأصحابك)؟
فحلف بالله ما فعل، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم (فعلت).
وانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه، فأنزل الله سبحانه ذكر هذه الآية.
" * (أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون اتخذوا أيمانهم) *) الكاذبة، وقرأ الحسن بكسر الألف، أي إقرارهم " * (جنة) *) يستجنون بها من القتل ويدفعون بها عن أنفسهم وأموالهم " * (فصدوا عن سبيل الله ولهم عذاب مهين) *).
" * (لن تغني عنهم) *) يوم القيامة " * (أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له) *) كارهين، ما كانوا كاذبين " * (كما يحلفون لكم) *)، قال قتادة: إن المنافق يحلف له يوم القيامة كما حلف لأوليائه في الدنيا " * (ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) *)، أخبرنا الحسن بن محمد قال: حدثنا أحمد بن يعقوب الأنباري قال: حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة بن ماهان الواسطي قال: حدثنا إبراهيم بن سليم الهجمي قال: حدثنا إبراهيم بن سليمان الدباس قال: حدثنا ابن أخي رواد، عن الحكم عن عيينة عن مقسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ينادي مناد يوم القيامة: أين خصماء الله؟ فيقوم القدرية وجوههم مسودة، مزرقة أعينهم، مائل شدقهم، يسيل لعابهم، فيقولون: والله ماعبدنا من دونك شمسا ولا قمرا ولا صنما ولا وثنا ولا اتخذنا من دونك إلها).
فقال ابن عباس: صدقوا والله، أتاهم الشرك من حيث لا يعلمون، ثم تلا ابن عباس هذه الآية " * (ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) *)، هم والله القدريون، هم والله القدريون.
" * (استحوذ) *): غلب واستولى " * (عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»