تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢٠٠
بمعنى الكذب كقوله " * (لا تسمع فيها لاغية) *) أي لغوا، ومنه قول العامة: عائذ بالله أي معاذ الله، وقم قائما أي قياما.
ولبعض نساء العرب ترقص ابنها:
قم قائما قم قائما أصبت عبدا نائما " * (خافضة) *) أي هي خافضة " * (رافعة) *) تخفض قوما إلى النار وترفع آخرين إلى الجنة.
وقال عكرمة والسدي ومقاتل: خفضت الصوت فأسمعت من دنا ورفعت الصوت فأسمعت من نأى يعني أنها أسمعت القريب والبعيد، ورفعت قوما كانوا مذللين فرفعتهم إلى أعلى عليين ووضعت قوما كانوا في الدنيا مرتفعين فوضعتهم إلى أسفل سافلين.
ابن عطاء: خفضت قوما بالعدل ورفعت قوما بالفضل.
" * (إذا رجت الأرض رجا) *) أي رجفت وزلزلت وحركت تحريكا من قولهم: السهم يرتج في الغرض، بمعنى يهتز ويضطرب.
قال الكلبي: وذلك أن الله عز وجل إذا أوحى إليها اضطربت فرقا.
وقال المفسرون: ترج كما يرج الصبي في المهد حتى ينهدم كل ما عليها، وينكسر كل شيء عليها من الجبال وغيرها.
وأصل الرج في اللغة التحريك يقال: رججته فإرتج (فارتضى عنقه) ورجرجته فترجرج.
" * (وبست الجبال بسا) *) أي حثت حثا وفتت فتا فصارت كالدقيق المبسوس، وهو المبلول والبسبسة عند العرب الدقيق أو السويق يلت ويتخذ زادا.
وذكر عن لص من غطفان أنه أراد أن يخبز فخاف أن يعجل عن الخبز فقال لا تخبزا خبزا وبسا بسا ولا تطيلا بمناخ حبسا.
وقال عطاء: أذهبت إذهابا قال سعيد بن المسيب والسدي: كسرت كسرا.
الكلبي: سيرت عن وجه الأرض تسييرا. مجاهد: لتت لتا.
الحسن: قلعت من أصلها فذهبت بعدما كانت صخرا صماء: نظيرها " * (فقل ينسفها ربي نسفا) *).
عطية: بسطت بسطا كالرمل والتراب.
ابن كيسان: جعلت كثيبا مهيلا بعد أن كانت شامخة طويلة.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»