تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٦٠
النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب فقالت زينب: يا بن الخطاب إنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا، فأنزل الله تعالى: * (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) * * (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) *).
وقيل في سبب نزول الحجاب ما أخبرنا أحمد بن محمد أن المعافى حدثه عن محمد بن جرير قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، عن هشام، عن ليث، عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه فأصابت يد رجل منهم يد عائشة وكانت معهم، فكره النبي ذلك، فنزلت آية الحجاب.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي المزكى قال: أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرخسي، عن شيبان بن فروخ الابلي، عن جرير بن حازم، عن ثابت البنائي، عن أنس بن مالك قال: كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه بغير إذن، فجئت يوما لأدخل فقال: مكانك يا بني، قد حدث بعدك أن لا يدخل علينا إلا بإذن.
قوله: " * (وما كان لكم) *) يعني وما ينبغي وما يصلح لكم " * (أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) *) نزلت في رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لئن قبض رسول الله صلى الله عليه لأنكحن عائشة بنت أبي بكر.
أنبأني عقيل بن محمد، عن المعافى بن زكريا، عن محمد بن جرير، عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب، عن داود عن عامر أن النبي صلى الله عليه مات وقد ملك قتيلة بنت الأشعث بن قيس ولم يجامعها، فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بعد ذلك، فشق على أبي بكر مشقة شديدة، فقال له عمر: يا خليفة رسول الله إنها ليست من نسائه، إنها لم يخيرها رسول الله صلى الله عليه ولم يحجبها، وقد برأها منه بالردة التي ارتدت مع قومها قال: فاطمأن أبو بكر وسكن.
وروى معمر عن الزهري: أن العالية بنت طيبان التي طلقها النبي صلى الله عليه تزوجت رجلا وولدت له، وذلك قبل أن يحرم على الناس أزواج النبي (عليه السلام).
" * (إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما) *) قوله تعالى: " * (لا جناح عليهن في آبائهن...) *).
قال ابن عباس: لما نزلت آية الحجاب قال الآباء والأبناء والأقارب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أيضا نكلمهن من وراء حجاب؟ فأنزل الله تعالى: * (لا جناح عليهن في آبائهن) * * (ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن) *) في ترك الاحتجاب من هؤلاء وأن يروهن. وقال مجاهد: لا جناح عليهن في وضع جلابيبهن عندهم.
" * (واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا) *)) .
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»