تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٥١
الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي.
واختلف القراء في قوله " * (خاتم النبيين) *) فقرأ الحسن وعاصم بفتح التاء على الاسم، أي آخر النبين. كقوله: خاتمه مسك، أي آخره. وقرأ الآخرون بكسر التاء على الفاعل، أي أنه خاتم النبيين بالنبوة.
" * (وكان الله بكل شيء عليما يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) *) قال ابن عباس: لم يفرض الله تعالى على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال العذر، غير الذكر، فإنه لم يجعل له حدا ينتهى إليه، ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله، وأمرهم بذكره في الأحوال كلها فقال: " * (فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) *) وقال: " * (اذكروا الله ذكرا كثيرا) *) بالليل والنهار وفي البر والبحر والسفر والحضر والغنى والفقر والصحة والسقم والسر والجهر وعلى كل حال. وقال مجاهد: الذكر الكثير أن لا تنساه أبدا.
أخبرني ابن فنجويه عن ابن شبه عن الفراتي، عن عمرو بن عثمان، عن أبي، عن أبي لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون " * (وسبحوه) *) وصلوا له " * (بكرة) *) يعني صلاة الصبح " * (وأصيلا) *) يعني صلاة العصر عن قتادة.
وقال ابن عباس: يعني صلاة العصر والعشاءين. وقال مجاهد: يعني قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، فعبر بالتسبيح عن أخواته، فهذه كلمات يقولها الطاهر والجنب والمحدث.
قوله: " * (هو الذي يصلي عليكم) *) بالرحمة. قال السدي: قالت بنو إسرائيل لموسى: أيصلي ربنا؟ فكبر هذا الكلام على موسى فأوحى الله إليه أن قل لهم: إني أصلي، وإن صلاتي رحمتي، وقد وسعت رحمتي كل شيء.
وقيل: (يصلي) يشيع لكم الذكر الجميل في عباده. وقال الأخفش: يبارك عليكم " * (وملائكته) *) بالاستغفار والدعاء " * (ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) *).
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»