تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٨ - الصفحة ٣٠٧
ونظيره في سورة المنفكين * (إلا من بعد ما جاءتهم البينة) * * (إلا من بعد ما جاءهم العلم) *) من قبل بعث محمد وصفته. " * (بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك) *) تأخير العذاب. " * (إلى أجل مسمى) *) وهو يوم القيامة. " * (لقضي بينهم) *) بالعذاب. " * (وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم) *) يعني من بعد الأمم الخالية، وقال مجاهد: معناه من قبلهم أي من قبل مشركي مكة وهم اليهود والنصارى. " * (لفي شك منه مريب فلذلك) *) أي فإلى ذلك الذين أوتوا الكتاب. " * (فادع) *) كقوله: " * (بأن ربك أوحى لها) *) أي إليها " * (واستقم كما أمرت) *) أثبت على الدين الذي به أمرت " * (ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم) *) أي أن أعدل أو كي أعدل، كقوله: " * (وأمرنا لنسلم لرب العالمين) *).
قال ابن عباس: لأسوي بينكم في الدين، وأؤمن بكل كتاب وكل رسول، وقال غيره: لأعدل بينكم في جميع الأحوال والأشياء. قال قتادة: أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يعدل، فعدل حتى مات، والعدل ميزان الله تعالى في الأرض،) * وذكر لنا إن داود (عليه السلام)، قال: ثلاث من كن فيه فهو الفائز: القصد في الغنى والفقر، والعدل في الرضا والغضب، والحسنة في السر والعلانية، وثلاث من كن فيه أهانته: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأربع من أعطيهن، فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: لسان ذاكر، وقلب شاكر، وبدن صابر، وزوجة مؤمنة.
" * (الله ربنا ورربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة) *) لا خصومة. " * (بيننا وبينكم) *) نسختها آية القتال. " * (الله يجمع بيننا) *) لفصل القضاء. " * (وإليه المصير والذين يحاجون) *) يخاصمون. " * (في الله) *) في دين الله نبيه. " * (من بعد ما استجيب له) *) أي من بعد ما استجاب له الناس، فاسلموا ودخلوا في دينه لظهور معجزته، وقيام حجته. " * (حجتهم داحضة) *) باطلة زائلة. " * (عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد) *) قال مجاهد: نزلت في اليهود والنصارى. قالوا: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن خير منكم وأولى بالحق.
" * (الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان) *) أي العدل عن ابن عباس وأكثر المفسرين. مجاهد: هو الذي يوزن به، ومعنى إنزال الميزان: إلهامه الخلق للعمل به، وأمره بالعدل والإنصاف، كقوله: " * (قد أنزلنا عليكم لباسا) *).
وقال علقمة: الميزان محمد صلى الله عليه وسلم يقضي بينهم بالكتاب. " * (وما يدريك لعل الساعة قريب) *)
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»