الثمانية زادوا فيها واوا فيقولون: خمسة، ستة، سبعة، وثمانية، يدل عليه قول الله تعالى: " * (سخرها علهيم سبع ليال وثمانية أيام حسوما) *) وقال سبحانه: " * (التائبون العابدون) *)، فلما بلغ الثامن من الأوصاف قال " * (والناهون عن المنكر) *)، وقال سبحانه وتعالى: " * (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم) *)، وقال تعالى: " * (ثيبات وأبكارا) *).
وقيل: زيادة الواو في صفة الجنة علامة لزيادة رحمة الله على غضبه وعقوبته.
" * (وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) *) قال قتادة فإذا قطعوا النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص بعضهم من بعض، حتى إذا هدؤا واطمئنوا قال لهم رضوان وأصحابه: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين.
أخبرنا أبو صالح شعيب بن محمد البيهقي أخبرنا أبو حاتم مكي بن عبدان التميمي حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر السليطي حدثنا روح بن عبادة القيسي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عليح: أنه سئل عن هذه الآية " * (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) *) الآية.
فقال: سيقودهم إلى أبواب الجنة حتى إذا انتهوا إليها وجدوا عند بابها شجرة تخرج من تحت ساقها عينان، فعمدوا إلى إحديهما فتطهروا فيها فجرت عليهم بنضرة النعيم، فلن تغير أجسادهم بعدها أبدا ولن تشعث أشعارهم بعدها أبدا كأنما دهنوا بالدهان، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فأذهبت ما في بطونهم من أذى أو قذى، وتلقتهم الملائكة على أبواب الجنة: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، ويلقى كل غلمان صاحبهم يطوفون به فعل الولدان بالحميم إذا جاء من الغيبة يقولون: ابشر قد أعد الله لك كذا وكذا وأعد لك كذا وكذا، وينطلق غلام من غلمانه يسعى إلى أزواجه من الحور العين فيقول: هذا فلان باسمه في الدنيا قد قدم.
فيقلن: أنت رأيته؟
فيقول: نعم.
فيستخفهن الفرح حتى يخرجن إلى أسكفة الباب ويجيء ويدخل، فإذا سرر موضونة، وأكواب موضوعة، ونمارق مصفوفة، وزرابي مبثوثة، ثم ينظر إلى تأسيس بنيانه، فإذا هو قد