تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٠١
وقال آخر:
قمر القبائل خالد بن يزيد وقال آخر:
إذا سار عبد الله من مرو ليلة فقد سار منها نورها وجمالها ويجوز أن يقال: الله سبحانه نور من جهة المدح؛ لأنه واجد الأشياء ونور جميع الأشياء منه دون سائر الأوجه؛ لأن النور المحسوس الذي هو ضد الظلمة لا يخلو من شعاع وارتفاع وسطوع ولموع وهذه كلها منفية عن الله سبحانه لأنها من أمارات الحدث.
قالوا: ولا يجوز أن يقال: لله يا نور إلا أن يضم إليه شيء كما لا يجوز أن يقال: يا بديع إلا أن يضم إليه شيء كما قال الله سبحانه * (بديع السماوات والأرض) * * (نور السماوات والأرض) *).
وقرأ علي بن أبي طالب: الله نور السماوات والأرض على الفعل.
" * (مثل نوره) *) اختلفوا في هذه الكناية فقال بعضهم: هي عائدة إلى المؤمن أي مثل نوره في قلب المؤمن حيث جعل الإيمان والقرآن في صدره.
روى الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب في هذه الآية قال: بدا بنور نفسه فذكره ثم ذكر نور المؤمن فقال " * (مثل نوره) *) وهكذا كان يقرأ أبي: مثل نور من آمن به، وقال ابن عباس والحسن وزيد بن أسلم وابنه: أراد بالنور القرآن، وقال كعب وسعيد بن جبير: هو محمد صلى الله عليه وسلم ومثله روى مقاتل عن الضحاك، أضاف هذه الأنوار إلى نفسه تفضيلا، وروى عطية عن ابن عباس قال: يعني بالنور الطاعة، يسمي طاعته نورا ثم ضرب لها مثلا.
" * (كمشكاوة) *) قال أهل المعاني: هذا من المقلوب أي كمصباح في مشكاة وهي الكوة التي لا منفذ لها، وأصلها الوعاء يجعل فيها الشيء، والمشكاة: وعاء من أدم يبرد فيه الماء، وهي على وزن مفعلة كالمقراة والمصفاة. قال الشاعر
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»