تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٨٨
أخبرنا عبد الله بن حامد، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن شاذان، قال: حدثنا جيغويه ابن محمد الترمذي، قال: حدثنا صالح بن محمد، عن سليمان، عن عباد بن منصور الناجي، عن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد (عليهما السلام)).
" * (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) *) فلا تقيموا بدار المشركين.
" * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا) *) علالي، قرأ حمزة والكسائي وخلف بالتاء، غيرهم بالياء أي لينزلنهم " * (تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وكأين) *) وكم " * (من دابة لا تحمل رزقها) *) وذلك إن رسول الله (عليه السلام) قال للمؤمنين الذين كانوا بمكة وقد آذاهم المشركون: (أخرجوا إلى المدينة وهاجروا ولا تجاوروا الظلمة فيها).
فقالوا: يا رسول الله كيف نخرج إلى المدينة ليس لنا بها دار ولا عقار ولا مال، فمن يطعمنا بها ويسقينا؟ فأنزل الله سبحانه: " * (وكأين من دابة) *) ذات حاجة إلى غذاء لا تحمل رزقا فيرفعه لغذائها يعني الطير والبهائم.
" * (الله يرزقها وإياكم) *) يوما بيوم " * (وهو السميع) *) لأقوالكم: نخشى لفراق أوطننا العيلة. " * (العليم) *) بما في قلوبكم وما إليه صائرة أموركم.
أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الثقفي، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الرقاق، وقال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا إسماعيل بن زرارة الرقي، قال: حدثنا أبو العطوف الجراح بن المنهال الجوزي، عن الزهري، عن عطاء بن أبي رياح، عن ابن عمر قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حياطان الأنصار، فجعل رسول الله (عليه السلام) يلقط الرطب بيده ويأكل فقال: (كل يا بن عمر)، قلت: لا أشتهيها يا رسول الله، قال: (لكني أشتهيه وهذه صبحة رابعة لم أزق طعاما ولم أجده).
فقلت: إنا لله، الله المستعان، قال: (يا بن عمر لو سألت ربي لأعطاني مثل ملك
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»