تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٨٦
قبل الوحي إذا لشك المبطلون أي المشركون من أهل مكة وقالوا: هذا شيء تعلمه محمد وكتبه، قاله قتادة.
وقال مقاتل: " * (المبطلون) *) هم اليهود، ومعنى الآية: إذا لشكوا فيك واتهموك يا محمد، وقالوا: إن الذي نجد نعته في التوراة هو أمي لا يقرأ ولا يكتب.
" * (بل هو) *) يعني القرآن " * (آيات بينات) *) عن الحسن، وقال ابن عباس وقتادة: بل هو يعني محمد صلى الله عليه وسلم والعلم بأنه أمي " * (آيات بينات في صدور) *) أهل العلم من أهل الكتاب يجدونها في كتبهم. ودليل هذا التأويل قراءة ابن مسعود وابن السميقع " * (بل هي آيات) *).
" * (وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه) *) كما أنزل على الأنبياء قبلك، قرأ ابن كثير والأعمش وحمزة والكسائي وخلف وأيوب وعاصم برواية أبي بكر " * (آية) *) على الواحد، الباقون " * (آيات) *) بالجمع واختاره أبو عبيد لقوله: " * (قل إنما الآيات عند الله) *) حتى إذا شاء أرسلها، وليست عندي ولا بيدي.
" * (وإنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون) *) هذا جواب لقولهم " * (لولا أنزل عليه آيات من ربه) *)، وروى حجاج، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة أن أناسا من المسلمين أتوا نبي الله (عليه السلام) بكتب قد كتبوها فيها بعض ما يقول اليهود فلما أن نظر فيها ألقاها ثم قال: (كفى بها حماقة قوم أو ضلالة قوم أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم إلى قوم غيرهم)، فنزلت " * (أو لم يكفهم) *)... الآية.
" * (قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا) *) أني رسوله، وأن هذا القرآن كتابه. " * (يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون ويستعجلونك بالعذاب) *) نزلت في النضر بن الحارث حين قال: فأمطر علينا حجارة من السماء وقال: عجل لنا قطنا.
" * (ولولا أجل مسمى) *) في نزول العذاب، وقال ابن عباس: يعني ما وعدتك أن لا أعذب قومك ولا أستأصلهم وأؤخر عذابهم إلى يوم القيامة، بيانه قوله: " * (بل الساعة موعدهم) *)... الآية، وقال الضحاك: يعني مدة أعمارهم في الدنيا. وقيل: يوم بدر.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»