تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢١٨
دون النسآء بل أنتم قوم تجهلون * فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا ءال لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون * فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين * وأمطرنا عليهم مطرا فسآء مطر المنذرين * قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفىءآلله خير أما يشركون) *) 2 " * (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة) *) وهي الفعلة القبيحة الشنيعة " * (وأ نتم تبصرون) *) أنها فاحشة، وقيل: يرى بعضكم بعضا. كانوا لا يتسترون عتوا منهم وتمردا " * (أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) *) من أدبار الرجال، يقولونه استهزاء منهم بهم " * (فأنجيناه وأهله إلا امرأته) *) وأهله " * (قدرناها) *) قضينا عليها أنها " * (من الغابرين) *) أي الباقين في العذاب وقال أهل المعاني: معنى " * (قدرناها) *) جعلناها " * (من الغابرين) *) وإنما قال ذلك لأن جرمها على مقدار جرمهم، فلما كان تقديرها كتقديرهم في الشرك والرضى بأفعالهم القبيحة، جرت مجراهم في إنزال العذاب بها " * (وأمطرنا عليهم) *) أي على شذادها " * (مطرا) *) وهو الحجارة " * (فساء مطر المنذرين قل الحمد لله) *) قال الفراء: قيل للوط: " * (قل الحمد لله) *) على هلاك كفار قومي.
وقال الباقون: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني و " * (قل الحمد لله) *) على هلاك كفار الأمم الخالية، وقال مقاتل: على ما علمك هذا الأمر. الآخرون: على جميع نعمه.
" * (وسلام على عباده الذين اصطفى) *) لرسالاته وهم الأنبياء (عليهم السلام)، عن مقاتل دليله قوله: " * (وسلام على المرسلين) *) وأخبرني عبد الله بن حامد قال: أخبرنا السدي. قال: حدثنا أحمد بن نجدة. قال: حدثنا الحماني. قال: حدثنا الحكم بن طهر، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس " * (وسلام على عباده الذين اصطفى) *) قال: أصحاب محمد (عليه السلام). وأخبرني عبد الرحيم بن إبراهيم بن محمد العدل بقراءتي عليه، قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن مسلم، فيما أجازه لي أن محمد بن إدريس حدثهم، قال: حدثنا الحميدي. قال: سمعت سفيان سئل عن " * (عباده الذين اصطفى) *) قال: هم أصحاب محمد.
وقال الكلبي: هم أمة محمد اصطفاهم الله لمعرفته وطاعته، ثم قال إلزاما للحجة: " * (ءألله) *) القراءة بهمزة ممدودة وكذلك كل استفهام فيه ألف وصل، مثل قوله: (آلذين وآلآن) جعلت المدة علما بين الاستفهام والخبر، ومعنى الآية: الله الذي صنع هذه الأشياء " * (خير أما يشركون) *) من الأصنام، وقرأ عاصم وأهل البصرة (بالياء)، الباقون (بالتاء)، وكان النبي (عليه
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»