تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٢٧
قال: الملائكة تسأل لهم ذلك قولهم * (وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم) * * (ويوم نحشرهم) *) بالياء أبو جعفر وابن كثير ويعقوب وأيوب وأبو عبيد وأبو حاتم وحفص، والباقون بالنون " * (وما يعبدون من دون الله) *) من الملائكة والإنس والجن عن مجاهد، وقال عكرمة والضحاك: يعني الأصنام. " * (فيقول) *) بالنون ابن عامر، غيره: بالياء، لهؤلاء المعبودين من دون الله " * (ءأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء) *) أي ما كان ينبغي لنا أن نوالي أعداءك بل أنت ولينا من دونهم، وقرأ الحسن وأبو جعفر: أن نتخذ بضم النون وفتح الخاء.
قال أبو عبيد: هذا لا يجوز لأن الله سبحانه ذكر (من) مرتين، ولو كان كما قالوا لقال: أن نتخذ من دونك أولياء. وقال غيره: (من) الثاني صلة.
" * (ولكن متعتهم وآباءهم) *) في الدنيا بالصحة والنعمة " * (حتى نسوا الذكر) *) أي تركوا القرآن فلم يعملوا بما فيه، وقيل: الرسول، وقيل: الإسلام، وقيل: التوحيد، وقيل: ذكر الله سبحانه وتعالى.
" * (وكانوا قوما بورا) *) أي هلكى قد غلب عليهم الشقاية والخذلان، وقال الحسن وابن زيد: البور: الذي ليس فيه من الخير شيء، قال أبو عبيد: وأصله من البوار وهو الكساد والفساد ومنه بوار الأيم وبوار السلعة، وهو اسم مصدر كالزور يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمؤنث والمذكر. قال ابن الزبعرى:
يا رسول المليك إن لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور وقيل: هو جمع البائر، ويقال: أصبحت منازلهم بورا أي خالية لا شيء فيها، فيقول الله سبحانه لهم عند تبري المعبودين منهم " * (فقد كذبوكم بما تقولون) *) أنهم كانوا آلهة " * (فما تستطيعون) *) قرأه العامة بالياء يعني الآلهة، وقرأ حفص بالتاء يعني العابدين " * (صرفا ولا نصرا) *) أي صرف العذاب عنهم ولا نصر أنفسهم.
وقال يونس: الصرف: الحيلة ومنه قول العرب: إنه ليتصرف أي يحتال.
وقال الأصمعي: الصرف: التوبة والعدل: الفدية.
" * (ومن يظلم) *) أي يشرك " * (منكم نذقه عذابا كبيرا وما أرسلنا قبلك) *) يا محمد " * (من المرسلين إلا أنهم) *) قال أهل المعاني: إلا قيل أنهم " * (ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق) *))
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»