تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٢
" * (وأنهارا) *) يعني وجعل فيها أنهارا " * (وسبلا) *) طرقا مختلفة * (لعلكم تهتدون) * * (وعلامات) *) فلا تضلون ولا تتحيرون، يعني معالم الطرق.
وقال بعضهم: هاهنا تم الكلام ثم ابتدأ.
" * (وبالنجم هم يهتدون) *).
قال محمد بن كعب القرظي والكلبي: أراد بالعلامات الجبال، فالجبال علامات النهار والنجوم علامات الليل.
وقال مجاهد وإبراهيم: أراد بهما جميعا النجوم، فمنها ما يكون علامات ومنها ما يهتدون به.
قال السدي: يعني بالثريا وبنات نعش والفرقدين والجدي فيهتدون إلى الطرق والقبلة.
قتادة: إنما خلق الله النجوم لثلاث أشياء: لتكون زينة للسماء، وعلامات للطريق ورجوما للشياطين. فمن قال غير هذا فقد قال برأيه وتكلف ما لا علم به.
" * (أفمن يخلق) *) يعني الله تعالى " * (كمن لا يخلق) *) يعني الأصنام " * (أفلا تذكرون) *) نظيرها قوله تعالى: " * (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) *) وقوله عز وجل: " * (أروني ماذا خلقوا من الأرض) *) " * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور) *) لما كان منكم من تقصير شكر نعمه " * (رحيم) *) بكم حيث وسع عليكم نعمه ولم يقطعها منكم بتقصيركم ومعاصيكم. " * (والله يعلم ما تسرون وما تعلنون) *)) .
* (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * أموات غير أحيآء وما يشعرون أيان يبعثون * إلاهكم إلاه واحد فالذين لا يؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون * لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين * وإذا قيل لهم ماذآ أنزل ربكم قالوا أساطير الاولين * ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا سآء ما يزرون * قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون * ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركآئى الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزى اليوم والسوء على الكافرين *
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»