تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٦
اقتدينا بهم " * (ولا حرمنا من دونه من شيء) *) يعني البحيرة والسائبة والوصيلة والحام فلولا أن رضيها لغير ذلك ببعض عقوباته أو هدانا إلى غيرها.
قال الله: " * (كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) *) يعني إلا عليه، فإنها لم تحرم هذه الأشياء وأنهم ادعوا على الله.
" * (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله) *) يعني بأن اعبدوا الله " * (واجتنبوا الطاغوت) *) وهو كل معبود من دون الله " * (فمنهم من هدى الله) *) في دينه " * (ومنهم من حقت) *) أي وجبت عليه الضلالة حتى مات على كفره " * (فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) *) أي خراب منازلهم وديارهم بالعذاب والهلاك " * (إن تحرص) *) يا محمد " * (على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل) *).
قرأ أهل الكوفة: يهدي بفتح الياء وقسموا ذلك، ولها وجهان: أحدهما: إن معناه فإن الله لا يهدي من أضله الله، والآخر: أن يكون يهدي بمعنى يهتدي، بمعنى من أضله الله لا يهتدي يقول العرب: هدى الرجل وهم يريدون اهتدى.
وقرأ الباقون: بضم الياء وفتح الدال، واختاره أبو عبيدة وأبو حاتم على معنى من أضله الله فلا هادي له، دليله: " * (من يضلل الله فلا هادي له) *).
" * (وما لهم من ناصرين) *) يمنعونهم من عذاب الله " * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت) *).
الربيع عن أبي العالية قال: كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين فأتاه يتقاضاه فكان فيما تكلم به: والذي أرجوه بعد الموت أنه لكذا، فقال المشرك: وإنك لتزعم أنك تبعث بعد الموت فأقسم بالله (لا يبعث الله من يموت) فأنزل الله هذه الآية.
قتادة: ذكر لنا أن رجلا قال لابن عباس: إن ناسا بالعراق يزعمون أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة ويتأولون هذه الآية.
فقال ابن عباس: كذب أولئك، إنما هذه الآية عامة للناس، لو كان علي مبعوثا قبل يوم القيامة ما نكحنا نساءه ولا قسمنا ميراثه، قال الله ردا عليهم: " * (بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) *). في الخبر أن الله تعالى يقول: كذبني ابن آدم ولم يكن له أن يكذبني
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»