في هذه المقالة مذهب ثالث: وهو أنه أجاز طلاق المكره إذا كان الإكراه من السلطان، ولم يجوز ذلك إذا كان الاكراه من غير السلطان.
2 (* (ذالك بأنهم استحبوا الحيواة الدنيا على الاخرة وأن الله لا يهدى القوم الكافرين * أولائك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولائك هم الغافلون * لا جرم أنهم فى الاخرة هم الخاسرون * ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) *) 2 " * (ذلك بأ نهم استحبوا الحياة الدنيا) *) إلى قوله " * (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا) *) أي (طردوا) ومنعوا من الاسلام (ففتنهم) المشركون " * (ثم جاهدوا وصبروا) *) على الايمان والهجرة والجهاد " * (إن ربك من بعدها) *) أي من بعد تلك الفتنة (والفعلة) * * (لغفور رحيم) *) نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخو أبي جهل من الرضاعة، وأبي جندل بن سهل بن عمرو والوليد بن المغيرة وسلمة بن هشام وعبد الله بن أسيد الثقفي، فتنهم المشركون فأعطوهم بعض ما أرادوا ليسلموا من شرهم، ثم إنهم هاجروا بعد ذلك وجاهدوا، فأنزل الله فيهم هذه الآية.
وقال الحسن وعكرمة: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي سرخ، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فاستزله الشيطان فلحق بالكفار، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل يوم فتح مكة، فاستجار له عثمان وكان أخاه لأمه فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أسلم وحسن إسلامه، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية. وأما قوله (فتنوا) فقرأ عبد الله بن عامر: (فتنوا) بفتح الفاء والتاء، رده إلى من أسلم من المشركين الذين فتنوا المسلمين واعتبر بقوله جاهدوا وصبروا فأخبر بالفعل عنهم.
وقرأ الباقون: بضم الفاء وكسر التاء، اعتبارا بما قبله إلا من أكره.
(* (يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون * وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون * ولقد جآءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون * فكلوا مما رزقكم الله حللا طيبا واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون * إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ومآ أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم * ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هاذا حلال وهاذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل ولهم عذاب أليم) *) 2 " * (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها) *) تخاصم وتحتج عن نفسها بما أسلفت من خير