تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٣١٤
" * (وما أرسلناك) *) يا محمد " * (إلا رحمة للعالمين) *) قال ابن زيد: يعني المؤمنين خاصة، وقال ابن عباس: هو عام فمن آمن بالله واليوم الآخر كتب له رحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن عوفي مما أصاب الأمم من المسخ والخسف والقذف.
" * (قل إنما يوحى إلى أنما إلاهكم إلاه واحد فهل أنتم مسلمون فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء) *) يعني أعلمتكم على بيان أنا وإياكم حرب لا صلح بيننا، وإني مخالف لدينكم، وقيل: معناه على سواء من الإنذار لم أظهر بعضكم على شيء كتمته عن غيره، وقيل: لتستووا في الإيمان به، وهذا من فصيحات القرآن.
" * (وإن أدري) *) وما أعلم " * (أقريب أم بعيد ما توعدون) *) يعني القيامة، نسخها قوله " * (واقترب الوعد الحق) *).
" * (إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وإن أدري لعله) *) أي لعل تأخير العذاب عنكم، كناية عن غير مذكور " * (فتنة) *) اختبار " * (لكم) *) ليرى كيف صنيعكم وهو أعلم " * (ومتاع إلى حين) *) إلى أجل يقضي الله فيه ما شاء.
أخبرنا أبو بكر الجوزقي قال: أخبرنا أبو العباس الدعولي قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا محمد بن أبي غالب قال: أخبرنا هشام قال: أخبرنا مجالد قال: حدثني السبعي قال: لما سلم الحسن بن علي لمعاوية الأمر، قال له معاوية: قم فاخطب واعتذر إلى الناس، فقام الحسن فخطب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن أكيس الكيس التقى، وإن أحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما حق امرئ كان أحق به، وإما حق كان لي فتركته التماس الصلاح لهذه الأمة، ثم قال: * (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) * * (قال رب احكم بالحق) *) افعل بيني وبين من كذبني بالحق، والله لا يحكم إلا بالحق، وفيه وجهان من التأويل:
قال أهل التفسير: الحق ها هنا بمعنى العذاب كأنه استعجل العذاب لقومه فعذبوا يوم بدر وليله، نظيره قوله " * (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) *).
وقال قتادة: كان رسول الله (عليه السلام) إذا شهد قتالا قال: رب احكم بالحق.
وقال أهل المعاني: معناه: رب احكم بحكمك الحق، فحذف الحكم وأقيم الحق مقامه، واختلف القراء في هذه الآية فقرأ حفص " * (قال رب) *) بالألف على الخبر، الباقون: " * (قل) *))
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 » »»