تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢١١
نسيا بفتح النون، والباقون بالكسر، وهما لغتان مثل: الوتر والوتر والحجر والحجر والجسر والجسر، وهو الشيء المنسي.
قال ابن عباس: يعني شيئا متروكا، وقال قتادة: شيئا لا يذكر ولا يعرف، وقال عكرمة والضحاك ومجاهد: حيضة ملقاة.
قال الربيع: هو السقط وقال مقاتل: يعني كالشى الهالك.
قال عطاء بن أبي مسلم: يعني لم أخلق، وقال الفراء: هو ما تلقيه المرأة من خرق اعتلالها، وقال أبو عبيد: هو ما نسي واغفل من شئ حقير. قال الكميت:
اتجعلنا جسرا لكلب قضاعة ولست بنسي في معد ولا دخل أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا حاجب بن محمد قال: حدثنا محمد بن حماد قال: حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت: لوددت أني إذا مت كنت نسيا منسيا.
" * (فناداها من تحتها) *) قرأ الحسن وأبو جعفر وشيبة ونافع وابن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي: من تحتها بكسر الميم وهو جبرئيل (عليه السلام) ناداها من سفح الجبل، وقرأ الباقون من تحتها بفتح الميم وهو عيسى لما خرج من بطنها ناداها: " * (ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) *) قال الحسن: يعني عيسى كان والله عبدا سريا أي رفيعا، وقال سائر المفسرين: هو النهر الصغير، وقيل معنى قوله سبحانه " * (تحتك) *) إن الله تعالى جعل النهر تحت أمرها إن أمرته أن يجري جرى وإن أمرته بالإمساك أمسك، كقوله عز وجل فيما أخبر عن فرعون " * (وهذه الانهار تجري من تحتي) *) أي من تحت أمري، قال ابن عباس: فضرب جبرئيل: ويقال عيسى: برجله الأرض فظهرت عين ماء عذب وجرى وحييت النخلة بعد يبسها فأورقت وأثمرت وأرطبت، وقيل لمريم " * (وهزي إليك) *) أي حركي " * (بجذع النخلة) *) يقول العرب: هزه وهز به كما يقال: خذ الخطام وخذ بالخطام، وتعلق بزيد وتعلق زيدا، وخذ رأسه وخذ برأسه، وامدد الحبل، وامدد بالحبل، والجذع: الغصن، والجذع: النخلة نفسها.
" * (تساقط) *) قرأ البراء بن عازب ويعقوب وأبو حاتم وحماد ونصير: يساقط بالياء، وقرأ حفص تساقط بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف، وقرأ الأعمش وحمزة وأبو عبيد: تساقط بفتح التاء والقاف وتشديد السين، فمن أنث رده إلى النخلة ومن ذكر رده إلى الجذع والتشديد على الإدغام
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»