وإسحاق بن إبراهيم وأبي غسان واللفظ له قالوا: قال أبو عبد الصمد: قال) عمران الجويني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (جنات الفردوس أربع: جنتان من ذهب أبنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة أبنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه).
وقال شهر: خلق الله جنة الفردوس بيده فهو يفتحها في كل يوم خميس فيقول: ازدادي حسنا وطيبا لأوليائي. وقال قتادة: الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها وأرفعها. وقال أبو أمامة: الفردوس سرة الجنة. وقال كعب: ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس وفيها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر. وقال مجاهد: هو البستان بالرومية. وقال كعب: هو البستان فيه الأعناب. وقال الضحاك: هي الجنة الملتفة الأشجار. وقيل: هي الروضة المستحسنة. وقيل: هي الأودية التي تنبت ضروبا من النبات، وجمعها فراديس: وقال أمية:
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة فيها الفراديس والفومان والبصل " * (خالدين فيها لا يبغون عنها حولا) *) أي يطلبون عنها تحولا إلى غيرها، وهو مصدر مثل الصعر والعوج. قال مخلد بن الحسين: سمعت بعض أصحاب أنس قال: يقول أولهم دخولا: إنما أدخلني الله أولهم؛ لأنه ليس أحد أفضل مني. ويقول آخرهم دخولا: إنما أخرني الله، لأنه ليس أحد أعطاه مثل الذي أعطاني.
" * (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي) *) الآية، قال ابن عباس: قالت اليهود: يا محمد تزعم أنا قد أوتينا الحكمة، وفي كتابك: " * (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) *) ثم يقول: " * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) *) فكيف يكون هذا؟ فأنزل الله تعالى " * (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر) *) أي ماؤه " * (قبل أن تنفد كلمات ربي) *) حكمه وعجائبه. وقرأ أهل الكوفة (قبل أن ينفد) بالياء؛ لتقدم الفعل، " * (ولو جئنا بمثله مددا) *): عونا وزيادة. وفي مصحف أبي: (ولو جئنا بمثله مدادا) ونظيرها قوله عز وجل " * (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) *) الآية.
" * (قل إنما أنا بشر مثلكم) *) قال ابن عباس: نزلت في جندب بن زهير العامري، وذلك أنه