ويروى إن عمر بن الخطاب (ح) كان إذا أعطى لرجل من المهاجرين عطاء يقول: خذ بارك الله لك فيه، هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ذخر لك في الآخرة أفضل، ثم تلا هذه الآية.
وقال بعض أهل المعاني: مجاز قوله تعالى: " * (لنبوئنهم في الدنيا حسنة) *) ليحسنن إليهم في الدنيا. " * (ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون الذين صبروا) *) في الله على ما نابهم " * (وعلى ربهم يتوكلون وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) *) الآية نزلت في مشركي مكة حين أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا فهلا بعثت إلينا ملكا.
" * (فاسألوا أهل الذكر) *) يعني هم أهل الكتاب " * (إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر) *) فإن قيل: ما الجالب لهذه الباء؟
قيل: قد اختلفوافي ذلك: فقال بعضهم: هي من صلة أرسلنا و " * (إلا) *) بمعنى غير، مجازه: وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر غير رجال يوحى إليهم ولم نبعث ملائكة. وهذا كما تقول: ما ضرب إلا أخوك عمر، وهل كلم إلا أخوك زيدا، بمعنى ما ضرب عمر غير أخيك، هل كلم زيدا غير أخيك.
قال أوس بن حجر:
أبني لبيني لستم بيد إلا يد ليست لها عضد.
يعني غير يده، قال الله " * (لو كان فيهم آلهة إلا الله لفسدتا) *) أي غير الله.
وقال بعضهم: إنما هذا على كلامين، يريد: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا أرسلنا بالبينات والزبر ويشهد على ذلك بقول الأعمش:
وليس مجيرا إن أتى الحي خائف ولا قائلا إلا هو المتعيبا يقول: لو كان بذلك على كلمة لكان خطأ من سفه القائل، ولكن جاء ذلك على كلامين كقول الآخر:
نبئتهم عذبوا بالنار جارهم وهل يعذب إلا الله بالنار وتأويل الكلام: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم أرسلناهم بالبينات والزبر