تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٩٩
الوفاء ببيعة الله " * (وبشر المؤمنين ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) *) الآية، واختلف العلماء في سبب نزول هذه الآية.
فروى الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي عم إنك أعظم الناس علي حقا وأحسنهم عندي (قولا) ولأنت أعظم علي حقا من والدي فقل كلمة تجب لك بها شفاعتي يوم القيامة. قل: لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله).
فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزالا يكلمانه حتى كان آخر شيء تكلم به: أنا على ملة عبد المطلب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لأستغفر لك يا عم الله) فنزلت " * (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) *) الآية، ونزلت " * (إنك لا تهدي من أحببت) *) الآية.
قال الحسن بن الفضل: وهذا بعيد لأن السورة من آخر ما نزل من القرآن، ومات أبو طالب في عنفوان الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة.
وقال عمرو بن دينار: قال النبي صلى الله عليه وسلم استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى نهاني عنه ربي. فقال أصحابه: لنستغفرن لآبائنا كما استغفر النبي صلى الله عليه وسلم لعمه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وروى جعفر بن عون عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب (قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون) قال: بلغني أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه الذي قبض فيه، قالت قريش له: يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك من هذه الجنة فيكون لك شفاء، فخرج الرسول حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر معه جالس فقال زيد: إن عمك يقول لك يا ابن أخي إني كبير وشيخ ضعيف فادعوا إلي من جنتك هذه التي تذكر من طعامها وشرابها شيء يكون لي فيه شفاء
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»