تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٩٨
وأنشدنا أبو القاسم الحبيبي. أنشدنا القاضي أبو الربيع محمد بن علي. أنشدنا أبو علي الحسن بن عاصم الكوفي:
من يشتري قبة في العدن عالية في ظل طوبى رفيعات مبانيها دلالها المصطفى والله بايعها فمن أراد وجبريل يناديها ثم وصفهم فقال " * (التائبون) *) أي هم التائبون، وقرأ ابن مسعود التائبين العابدين بالنصب آخرها، قال المفسرون: تابوا من الشرك وبرأوا من النفاق " * (العابدون) *) المطيعون الذي أخلصوا فيه الشهادة.
وقال الحسن وقتادة: هم قوم اتخذوا من أبدانهم في ليلهم ونهارهم فعبدوا الله على أحايينهم كلها في السراء والضراء " * (الحامدون) *) الله على كل حال في كل نعمة " * (السائحون) *) الصائمون.
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (السائحون الصائمون) (61).
وروى شيبان بن عبد الرحمن عن الأشعث قال: سألت سعيد بن جبير عن السائحين فقال: هم الصائمون ألم تر أن الله عز وجل إذا ذكر الصائمين لم يذكر السائحين وإذا ذكر السائحين لم يذكر الصائمين.
قال سفيان بن عيينة: أما إن الصائم سائح لأنه تارك اللذات كلها من المطعم والمشرب والنكاح.
وقال الشاعر في الصوم:
تراه يصلي ليله ونهاره يظل كثير الذكر لله سائحا وقال الحسن: السائحون الذين صاموا عن الحلال وأمسكوا عن الحرام وههنا والله أقوام رأيناهم يصومون عن الحلال ولا يمسكون عن الحرام فالله ساخط عليهم، وقال عطاء: السائحون الغزاة والمجاهدون، وعن عمرو بن نافع. قال: سمعت عكرمة وسئل عن قول الله تعالى: " * (السائحون) *) قال: هم طلبة العلم " * (الراكعون الساجدون) *) يعني المصلين " * (الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر) *) قال بسام بن عبد الله: المعروف السنة والمنكر البدعة.
" * (والحافظون لحدود الله) *) قال ابن عباس: القائمون على طاعة الله، وقال الحسن: أهل
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»