الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر) *) مجاهد: هم بنو مقرن من مزينة وقال الضحاك: يعني عبد الله ذا النجادين ورهطه.
وقال الكلبي أسلم وغفار بنو جهينة " * (ويتخذ ما ينفق قربات عند الله) *) جمع قرابة " * (وصلوات الرسول) *) يعني دعاءه واستغفاره " * (ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم، والسابقون الأولون من المهاجرين) *) الذين هاجروا قومهم وعشيرتهم وفارقوا منازلهم وأوطانهم " * (والأنصار) *) الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعدائه من أهل المدينة وأيدوا أصحابه وقد كانوا آمنوا قبل أن يهاجروا إليهم بحولين " * (والذين اتبعوهم بإحسان) *) يعني الذين سلكوا سبيلهم في الإيمان والهجرة والنصرة إلى يوم القيامة.
وقال عطاء: هم الذين يذكرون المهاجرين بالوفاء والترحم والدعاء ويذكرون مجاورتهم ويسألون الله أن يجمع بينهم.
وروي أن عمر بن الخطاب (ح) قرأ: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان برفع الواو وحذف الواو من الذين، قال له أبي بن كعب: إنما هو والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وإنه قد كررها مرارا ثلاثة، فقال له: إني والله لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين اتبعوهم بإحسان، وإنك يومئذ شيخ تسكن ببقيع الغرقد، قال: حفظتم ونسينا وتفرغتم وشغلنا وشهدتم وغبنا ثم قال عمر لأبي: أفيهم الأنصار؟ قال: نعم ولم يستأ من الخطاب ومن ثم قال عمر: قد كنت أظن إنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا فقال أبي: بلى، تصديق ذلك أول سورة الجمعة وأواسط سورة الحشر وآخر سورة الأنفال. قوله: " * (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) *) إلى آخره وقوله تعالى: " * (والذين جاءوا من بعدهم) *) إلى آخر الآية، وقوله: " * (والذين آمنوا من بعده وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) *)، وقرأ الحسن وسلام ويعقوب: " * (والأنصار) *) رفعا عطفا على السابقين ولم يجعلوهم منهم وجعلوا السبق للمهاجرين خاصة والمقاسة على الخبر نسقا على المهاجرين.
واختلف العلماء في السابقين الأولين من هم. فقال أبو موسى الأشعري وسعيد بن المسيب وقتادة وابن سيرين: هم الذين صلوا القبلتين جميعا.
وقال عطاء بن أبي رباح: هم الذين شهدوا بدرا.
وقال الشعبي: هم الذين شهدوا حجة الرضوان.
واختلفوا أيضا في أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد امرأته خديجة بنت خويلد مع اتفاقهم أنها أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدقته. فقال بعضهم: أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى معه علي بن أبي طالب (ح) وهو قول ابن عباس وجابر وزيد بن أرقم ومحمد بن المنكدر وربيعة الرأي وأبي حازم المدني.