تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٨٠
يعني النساء " * (وطبع على قلوبهم وهم لا يفقهون لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات) *) يعني الحسنات.
وقال المبرد: يعني الجواري الفاضلات. قال الله تعالى: " * (فيهن خيرات حسان) *) واحدها الخيرة وهي الفاضلة من كل شيء. قال الشاعر:
ولقد طعنت مجامع الربلات ربلات هند خير الملكات " * (وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم) *) الآية " * (وجاء المعذرون) *) قرأ ابن عباس وأبو عبد الرحمن والضحاك وحميد ويعقوب ومجاهد وقتيبة: المعذرون خفيفة، ومنهم المجتهدون المبالغون في العذرة، وقال الضحاك: هم رهط عامر بن الطفيل تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تبوك خوفا على أنفسهم فقالوا: يا رسول الله إن نحن غزونا معك تغير أعراب طي على حلائلنا وأولادنا ومواشينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم: (قد أنبأني الله من أخباركم وسيغنيني الله عنكم).
قال ابن عباس: هم الذين تخلفوا بغير إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الميم لا تدغم في العين، وقرأ مسلمة: المعذرون بتشديد العين والذال ولا وجه لها لأن الميم لا يدغم في العين لبعد مخرجيهما، وقرأ الباقون: بتشديد الذال، وهم المقصرون.
يقال: أعذر في الأمر بالمعذرة وعذر إذا قصر.
وقال الفراء: أصله المعتذر فأدغمت التاء في الذال وقلبت حركة التاء إلى العين.
" * (وقعد الذين كذبوا الله) *) قراءة العامة بتخفيف الذال يعنون المنافقين، وقرأ أبي والحسن: كذبوا الله بالتشديد " * (سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم) *) ثم ذكر أهل العذر فقال " * (ليس على الضعفاء) *) قال ابن عباس: يعني الزمنى والمشايخ والعجزة " * (ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون) *) يعني الفقراء " * (حرج) *) إثم " * (إذا نصحوا الله ورسوله) *) في مغيبهم " * (ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم) *)) .
* (ولا على الذين إذا مآ أتوك لتحملهم قلت لا أجد مآ أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون * إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنيآء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون * يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»