تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٣١٤
إبليس هو الذي أضلنا فيأتون فيقولون: قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنافإنك أضللتنا قال: فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمها أحد ثم يعظم نحيبهم فيقول عند ذلك " * (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتم فأخلفتكم) *).
" * (وأدخل الذين آمنوا) *) إلى قوله " * (فيها سلام) *) يسلم الله ويسلم الملائكة عليهم " * (ألم تر) *) يا محمد يعني فإن الله يعلم بإعلامي إياك " * (كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة) *) يعني ما بين الله شبهها " * (كلمة طيبة) *) شهادة أن لا إله إلا الله " * (كشجرة طيبة) *) وهي النخلة يدل عليه حديث عتيب الحجاب قال: كان أبو العالية أميني فأتاني يوما في منزلي بعدما صليت الفجر فانطلقت معه إلى أنس بن مالك فدخلت عليه فجيء بطبق عليه رطب.
فقال أنس: كل يا أبا العالية فإن هذه من الشجرة التي قال الله في كتابه " * (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة) *) كشجرة طيبة. ثم قال أنس أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع بسر، فقرأ هذه الآية، ومعنى الآية: كشجرة طيبة الثمرة، فترك ذكر الثمرة استغناء بدلالة الطعام عليه.
وقال أبو ظبيان عن ابن عباس: هذه شجرة في الجنة أصلها ثابت في الأرض وفرعها عال في السماء كذلك أصل هذه الكلمة راجع في قلب المؤمن بالمعرفة والتصديق والإخلاص.
وإذا تكلم بالشهادة تذهب في السماء فلا يكتب حتى ينتهي إلى الله تعالى. قال الله " * (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) *).
وروى مقاتل بن حيان عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن لله عمودا من نور أسفله تحت الأرض السابعة ورأسه تحت العرش، فإذا قال العبد أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله اهتز ذلك العمود، فيقول الله عز وجل: اسكن، فيقول: كيف أسكن؟ ولم تغفر لقائلها فيقول الرب: قد غفرت له فيسكن عند ذلك).
فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أكثروا من هز ذلك العمود).
" * (تؤتي أكلها) *) تعطي ثمرها " * (كل حين) *) اختلفوا في الحين.
فقال مجاهد وعكرمة وابن زيد: كل سنة.
قال عكرمة: أرسلت إلى عمر بن عبد العزيز إني نذرت أن أقطع يد رجل من هكذا سنة وحينا، ما عندك فيه. قال ابن عباس: فقلت له: لا تقطع يده واحبسه سنة
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»