تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٨
قال الكلبي: يعني من الأمم ردوا بأيديهم إلى أفواههم أي في أفواه أنفسهم؛ إشارة إلى الرسل إن اسكتوا.
مقاتل: فردوا أيديهم على أفواه الرسل حين يسكتونهم بذلك " * (وقالوا) *) يعني الأمم للرسل، " * (إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب) *) موجب الريبة موقع للتهمة " * (قالت رسلهم) *) إلى قوله تعالى " * (من ذنوبكم) *) من تعجله " * (ويؤخركم إلى أجل مسمى) *) يعني الموت فلا يعاجلكم بالعذاب والعقاب " * (قالوا) *) الرسل " * (إن أنتم إلا بشر مثلنا) *) في الصورة والهيئة ولستم بملائكة وإنما يريدون بقولكم " * (إن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين) *) أي بينة على صحة دعواكم، والسلطان في القرآن على وجهين وجه ملائكة ووجه بينة كقوله * (وما كان لي عليكم من سلطان) * * (وما كان له عليهم من سلطان) *) فصحة قوله " * (إن عندكم من سلطان) *) بهذا وقوله: " * (فأتونا بسلطان مبين) *).
" * (قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده) *) بالنبوة والحكمة إلى قوله " * (وقد هدانا سبلنا) *) بين لنا الرشد وبصرنا طريق النجاة، " * (ولنصبرن) *) اللام للقسم مجازه لنصبرن " * (على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون وقال الذين كفروا) *) إلى قوله تعالى " * (في ملتنا) *) يعنون الآن ترجعوا وحتى ترجعوا إلى ديننا " * (فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم) *) أي من بعد هلاكهم " * (ذلك لمن خاف مقامي) *) أي مقامه وقيامه بين يدي، فأضاف قيام العبد إلى نفسه، كما يقول يذهب على ضربك أي ضربي إياك، وسوف رويتكك أي برويتي إياك. قال الله " * (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) *) أي رزقي إليكم فإن شئت قلت ذلك لمن يخاف قيامي عليه ومراقبتي له، مثاله قوله " * (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) *).
وقال الأخفش: ذلك لمن خاف مقامي أي عذابي.
" * (وخاف وعيد واستفتحوا) *) واستنصروا الله عليها.
قال ابن عباس ومقاتل: يعني الأمم، وذلك أنهم قالوا: اللهم إن كان هؤلاء الرسل
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»