تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٨٣
قال الكلبي: إذا سجد بالغدو أو العشي سجد معه ظله.
وقال مجاهد: ظل المؤمن يسجد طوعا وهو طائع، وظل الكافر يسجد طوعا وهو كاره، والأصال جمع أصل، والأصل جمع الأصيل وهو العشاء من العصر إلى غروب الشمس. " * (قل من رب السماوات والأرض) *) أي خالقهما ومدبرهما فسيقولون الله ولابد لهم من ذلك فإذا أجابوك " * (قل) *) أنت أيضا " * (الله) *) ثم قيل لهم إلزاما للحجة " * (قل أفاتخذتم من دونه أولياء) *) يعني الأصنام يعبدونها من دون الله وهي لا تملك لأنفسها نفعا ولا ضرا ثم نصرف لهم الأفعال " * (قل هل يستوي الأعمى والبصير) *) وكذلك لا يستوي الضال والمؤمن المهتدي.
وقرأ الأعمش وعاصم وحمزة والكسائي: " * (أم هل تستوي الظلمات والنور) *) بالياء. الباقون: بالتاء واختاره أبو عبيد قال: لأنه يحصل من اسم المؤنت ومن الفعل مقابل والظلمات والنور مثل الكفر والإيمان " * (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم) *) فأصبحوا لا يدرون أمن خلق الله هو أو من خلق آلهتهم " * (قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار) *) (.........) للحق والباطل مثلين. فقال عزمن قائل " * (أنزل) *) هو " * (من السماء) *) يعني المطر " * (ماء فسالت أودية بقدرها) *) الكبير بقدره والصغير بقدره " * (فاحتمل السيل) *) الذي حدث على ذلك الماء " * (زبدا رابيا) *) حال تعريفها يود الماء فالماء الباقي الصافي النافع هو الحق.
والذاهب الزائل الباطل الذي يتعلق بالأشجار وجوانب الأودية والأنهار وهو الباطل ويقال: إن هذا سيل القرآن ينزل من السماء فيحتمل منه القلوب حظها على قدر اليقين والشك والعقل والجهل فهذا مثل الحق والباطل.
والمثل الآخر قوله: " * (ومما يوقدون عليه في النار) *).
قرأ حميد أبو محجن أبو وهب وحمزة والكسائي يوقدون بالياء،) * واختاره أبو عبيد؛ لقوله تعالى: " * (ينفع الناس) *) ولا مخاطبة هاهنا " * (ابتغاء حلية) *) أي زينة يتخذونها " * (أو متاع) *) وهو ما ينتفع به وكل ما تمتعت به فهو متاع.
قال المشعث:
تمتع يا مشعث أن شيئا سبقت به الممات هو المتاع أراد به جواهر الأرض من الذهب والفضة.
والحديد والصفر والنحاس والرصاص، ومنه يستخلص الأشياء مما ينتفع به من الحلي
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»