تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٨٠
نقرة إبهامه وإنه موكل بالسحاب يصرفه حيث ويؤمر وإنه يسبح الله فإذا سبح الرعد لم يبق ملك في السماء إلا رفع صوته بالتسبيح فعندها ينزل المطر " * (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) *) أصاب أربد بن ربيعة.
قال أبو جعفر الباقر: الصواعق تصيب المسلم وغير المسلم ولا تصيب ذاكرا.
" * (وهم يجادلون في الله) *) وقد أصابت أربد وعامر، وقيل نزلت هذه الآية في بعض كفار العرب.
حديث إسحاق الحنظلي عن ريحان بن سعيد الشامي عن عماد بن منصور عن عباس بن الناجي قالت: سألت الحسن عن قوله: " * (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) *) الآية.
فقال كان رجل من طواغيت العرب بعث النبي صلى الله عليه وسلم نفرا يدعونه إلى الله ورسوله والإسلام، فقال لهم: أخبروني عن رب محمد هذا الذي يدعوني إليه وما هو، ومم هو أمن فضة أم حديد أم نحاس، فاستعظم القوم مقالته وانصرفوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ما رأينا رجلا آخر أكفر منه، ولا أعتى على الله منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ارجعوا إليه)، فرجعوا إليه فجعل يزيدهم على مثل مقالته الأولى وقال: أجيب محمدا إلى رب لا أراه ولا أعرفه فانصرفوا إليه، فقالوا: يا رسول الله ما زادنا على مقالته الأولى إلا قوله: أجيب محمدا إلى رب لا يعرفه، فقال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجعوا إليه، فرجعوا إليه فبينا هم عنده ينازعونه ويدعونه ويعظمون عليه، وهو يقول: هذه المقالة إذ ارتفعت سحابة فكانت فوق رؤوسهم فرعدت ثم برقت فرمت بصاعقة فأحرقت الكافر وهم جلوس فجاؤوا يسعون ليخبروا النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبلهم بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لهم: احترق صاحبكم.
قالوا: من أين علمتم؟ قال: أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم " * (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال) *) فقال الحسن: ما شديد المحال؟
قال: شديد الحمل.
قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: شديد الأخذ.
مجاهد: شديد القوة. أبو عبيدة: شديد العقوبة، والمحال والمماحلة المماكرة والمغالبة.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»