" * (ذلك) *) التوحيد والعلم " * (من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) *) فأراهما يوسف فطنته وعلمه ثم دعاهما إلى الإسلام، فأقبل عليهما وعلى أهل السجن وكان بين أيديهم أصناما يعبودنها فقال إلزاما للحجة " * (يا صاحبي السجن) *) جعلهما صاحبي السجن لكونهما فيه كقوله تعالى لسكان الجنة " * (أصحاب الجنة) *) ولسكان النار: * (أصحاب النار) * * (أأرباب متفرقون) *) آلهة شتى لا تنفع ولا تضر " * (خير أم الله الواحد) *) الذي لا ثاني له " * (القهار) *) قد قهر كل شيء، نظيرها، قوله: " * (الله خير أما يشركون) *) ثم بين الحجر والأصنام وضعفها فقال: " * (ما تعبدون من دونه) *) أي ممن دون الله، وإنما قال ما تعبدون وقد ابتدأ الكلام بخطاب الاثنين لأنه قصد به جميع من هو على مثل حالهما من الشرك، " * (إلا أسماء سميتموها) *) وذلك تسميتهم أوثانهم آلهة وأربابا من غير أن تكون تلك التسمية حقيقة، " * (أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان) *) حجة وبرهان " * (إن الحكم) *) القضاء والأمر والنهي، " * (إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه) *) نظيره * (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) * * (ذلك) *) الذي دعوتكم إليه من التوحيد وترك الشرك، " * (الدين القيم) *) المستقيم، " * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) *).
ثم فسر رؤياهما فقال: " * (يا صاحبي السجن أما أحدكما) *) وهو الساقي، " * (فيسقي ربه) *) سيده يعني الملك " * (خمرا) *) وأما العناقيد الثلاثة التي رآها فإنها ثلاثة أيام، يبقى في السجن ثم يخرجه الملك ويكون على ما كان عليه، " * (وأما الآخر فيصلب) *) وأما السلال الثلاث التي رآها فإنها ثلاثة أيام، يبقى في السجن ثم يخرجه الملك (في) اليوم الرابع فيصلبه، فتأكل الطير من رأسه.
قال ابن مسعود: لما سمعا قول يوسف قالا: ما رأينا شيئا إنما كنا نلعب، فقال يوسف (عليه السلام): " * (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) *) أي فرغ من الأمر الذي عنه تسألان، ووجب حكم الله عليكما بالذي أخبرتكما به.
معلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين العقيلي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت، وإن الرؤيا جزء من ستة و أربعين جزء من النبوة، فأحسبه قال: لا تقصه إلا على ذي رأي).
وأخبرنا عبد الله بن حامد عن إسماعيل بن محمد عن الحسن بن علي بن عفان عن ابن نمير