تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٣٥١
إلا المتقون ولاكن أكثرهم لا يعلمون * وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكآء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) *) 2 " * (وإذ قالوا اللهم) *) الآية نزلت أيضا في النضر بن الحرث بن علقمة بن كندة من بني عبد الدار.
قال ابن عباس: لما قص رسول الله صلى الله عليه وسلم شأن القرون الماضية، قال النضر: لو شئت لقلت مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين في كتبهم.
فقال عثمان بن مظعون: اتق الله فإن محمدا يقول الحق. قال: فأنا أقول الحق. قال: فإن محمدا يقول: لا إله إلا الله. قال: فأنا أقول لا إله إلا الله. ولكن هذه شأن الله يعني الأصنام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " * (إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين) *) قال النضر: ألا ترون أن محمدا قد صدقني فيما أقول يعني قوله " * (إن كان للرحمان ولد) *).
قال له المغيرة بن الوليد: والله ما صدقك ولكنه يقول ما كان للرحمن ولد.
ففطن لذلك النضر فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك.
" * (إن كان هذا هو الحق من عندك) *) * * (هو) *) عمادا وتوكيد وصلة في الكلام، و " * (الحق) *) نصب بخبر كان " * (فأمطر علينا حجارة من السماء) *) كما أمطرتها على قوم لوط.
قال أبو عبيدة: ما كان من العذاب. يقال: فينا مطر ومن الرحمة مطر " * (أو إئتنا بعذاب أليم) *) أي بنفس ما عذبت به الأمم وفيه نزل: " * (سأل سائل بعذاب واقع) *).
قال عطاء: لقد نزل في النضر بضعة عشرة آية من كتاب الله فحاق به ما سأل من العذاب يوم بدر.
قال سعيد بن جبير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: (ثلاثة صبروا منكم من قريش المطعم بن عدي. وعقبة بن أبي معيط. والنضر بن الحرث).
وكان النضر أسير المقداد فلما أمر بقتله قال المقداد: أسيري يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه كان يقول في كتاب الله ما يقول) قال المقداد: أسيري يا رسول الله، قالها ثلاث مرات. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة: (اللهم اغن المقداد من فضلك).
فقال المقداد: هذا الذي أردت.
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»