تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٠
وقيل: لأنه مبني على واحدة في ترك الصرف وواحدة أخرى غير مصروف.
" * (متشابهات) *): تشبه بعضها بعضا، واختلف العلماء في المحكم والمتشابه كليهما فقال فتادة والربيع والضحاك والسدي: (المحكم: الناسخ الذي يعمل له).
(والمتشابه: المنسوخ الذي يؤمن به ولا يعمل به، هي رواية عطيه عن ابن عباس).
روى علي ابن أبي طلحة عنه قال: (محكمات القرآن ناسخة، وحلاله، وحرامه، وحدوده، وفرائضه، وما يؤمر به ويعمل به).
والمتشابها: منسوخه ومقدمه ومؤخره وأمثاله واقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به.
زهير بن معاوية عن أبي إسحاق قال: قال ابن عباس: قوله تعالى: " * (منه آيات محكمات) *) قال: هي الثلاث الآيات في سورة الأنعام " * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) *) إلى آخر الآيات الثلاث، نظيرها في سورة بني إسرائيل " * (وقضى ربك ألا تعبد إلا إياه) *) الآيات.
وقال مجاهد، وعكرمة: (المحكم: ما فيه من الحلال والحرام وما سوى ذلك متشابه (يصدق) بعضها بعضا).
قد روى محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: الحكم: مالا يحتمل من التأويل غير وجه واحد.
والمتشابه: ما أحتمل من التأويل أوجها.
وقال ابن زبير: من المحكم ما ذكر الله تعالى في كتابه من قصص الأنبياء (عليهم السلام)، وفصلت وتنته لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته، كما ذكر قصة نوح في أربع وعشرين آية منها، وقصة هود في عشر آيات، وقصة صالح في ثمان آيات، وقصة إبراهيم في ثمان آيات، وقصة لوط في ثمان آيات، وقصة شعيب في عشر آيات، وقصة موسى في آيات كثيرة.
وذكر (آيات) حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربع وعشرين آية.
والمتشابه: هو ما أختلف به الالفاظ من قصصهم عند التكرير، كما قال في موضع من قصة نوح: " * (قلنا احمل) *) وقال وفي موضع آخر: " * (فأسلك) *).
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»